فذلك التذكير بوحدة الأصل ، وواقع التذكر بوحدة الآباء من بعد ، هما ظرفان ظريفان لتأثير التذكير بصلة الأرحام ، فلو لم يكن الأصل واحدا لكان التذكير بوحدة الأصل كذبا تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
ومن ثم فخلق الإنسان من نفس واحدة دليل قدرته تعالى على إعادته حيث الإعادة تشبه البداية في النفس الواحدة من جهة وفي نسلها من أخرى (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً).
وهنا (بَثَّ مِنْهُما) ـ وهو النشر والتفريق ـ دليل ان كل النطف الإنسانية المنتسلة منهما كانت في صلب الأولى وترائب الأخرى ـ وطبعا ـ بحالة الذر دون حاضر النطف ، بل هي أصولها.
ولماذا (رِجالاً كَثِيراً) ثم «نساء» دون كثرة وهن اكثر من الرجال بكثير؟.
إن قضية العطف في «ونساء» استعادة وصف المعطوف عليه وهو هنا «كثيرة» اضافة الى ان في طليق «نساء» جمعا منكرا دون وصف ظاهر ، لمحة إلى انهن اكثر.
أترى «كثيرا» هنا ـ ويقابله قليل ـ تصلح لاحتمال أن نسل الإنسان منذ الثاني لا ينحصر في الأبوين الأولين؟ كلّا حيث القليل لا يحمل كل الأنسال ما سوى الأول والأول هو القليل! فإنما يعني الكثير كافة الأنسال الإنسانية على طول الخط.
(اتَّقُوا رَبَّكُمُ ... وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ) تتساءلون فيما بينكم به حيث الحاجات والسؤالات كلها من الكل راجعة إليه ، فاتقوه أن تنقطعوا عنه إلى سواه ، أو تطيعوا سواه أو تعبدوا إلّا إياه و «به» هنا قد تعني الحلف به فيما