وهذا درس يحلق على كل الزمن الرسالي ، تسوية بينه وبين الزمن الرسولي ، ان يستمر المسلمون في تمسكهم بإسلامهم السامي بعد الرسول كما هم متمسكون زمنه ، بل والمسئولية في غيابه اكثر مما كان في حضوره ، حيث يفقدون الداعية الأولى ، فعليهم ان يجبروا كسر فقده بمواصلة الدعوة والنضال في بسطها وتحقيقها وتطبيقها.
لقد انقلبت جماعة على أعقابهم في هتاف أحد ، فقيلت قيلات هي ويلات على الكتلة المؤمنة ، وكما قالوا قولات هي من رجولات إيمانية.
«قال أناس منهم لو كان نبيا ما قتل ، وقال أناس من علية أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قاتلوا على ما قاتل عليه نبيكم حتى يفتح الله عليكم أو تلحقوا ، به وذكر لنا أن رجلا من المهاجرين مر على رجل من الأنصار وهو يتشحط في دمه فقال يا فلان أشعرت أن محمدا قد قتل؟ فقال الانصاري ان كان محمد قد قتل فقد بلغ فقاتلوا عن دينكم فأنزل الله» (وَما مُحَمَّدٌ ..) (١).
ذلك ، وقال أهل المرض والارتياب والنفاق حين فر الناس عن النبي قد قتل محمد فالحقوا بدينكم الأول فنزلت (٢) ويقول انس بن النضر في هذه المعركة الصاخبة (٣) : ان كان محمد قد قتل فان رب محمد لم يقتل فقاتلوا على ما قتل
__________________
(١) الدر المنثور ٢ : ٨٠ ـ اخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع في الآية قال : ذلك يوم أحد حين أصابهم ما أصابهم من القتل والقرح وتداعوا نبي الله قالوا قد قتل وقال أناس ...
(٢) المصدر اخرج ابن جرير عن ابن جريح قال قال اهل المرض ..
(٣)اخرج ابن جرير عن السدي قال : فشا في الناس يوم احد ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد قتل بعض أصحاب الصخرة ليت لنا رسولا الى عبد الله بن أبي فيأخذ لنا أمانا من أبي سفيان يا قوم ان محمدا قد قتل فارجعوا الى قومكم قبل أن يأتوكم فيقتلونكم ، قال انس بن النضر ...