ثم المأولين امر الرزق الى الاستحباب ـ والناسخين له ـ والقائلين بعدم العمل بظاهر الوجوب لشهرة المعظم على الاستحباب!
وترى ما هو موقف «لو» هنا وهي لاستحالة مدخولها؟.
إنها قد تعني مسايرة هؤلاء المغرورين بأموالهم ألّا يخلفوا ذرية ضعافا ، ورعاية لواقع العقم لبعضهم فاستجاشة الضمير الإنساني المؤمن ان يحسب لنفسه ذرية ضعافا يخاف عليهم ، حيث يرجو بالغ العطف عليهم فليعطف الى هؤلاء الضعاف المحاويج.
وهنا (خافُوا عَلَيْهِمْ) تعني أولا خوفهم بعد موتهم ، فقد يخافون قبل موتهم لذلك الخوف المستقبل ، فليرزقوا هؤلاء الضعاف حتى ترزق ذريتهم الضعاف.
ثم الذرية لا تعني ـ فقط ـ الولد الصغار ، بل هم الصغار في كيانهم المعيشي ، من المرتبطين بهؤلاء رباطا بالنسب او السبب او الأخوة الإيمانية ، الذين لهم عليهم عطف قبل الممات ، فهم يعطفون ـ كذلك ـ عليهم لما بعد الممات.
لذلك (فَلْيَتَّقُوا اللهَ) فيما امر ونهى (وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) يسد عن هؤلاء المحاويج كل ثغرة ، فيسد عنهم أنفسهم تلك المخافة لذريتهم الضعاف.
وقد ننتبه من (قَوْلاً سَدِيداً) ان أمر الخشية هنا تعم كل هؤلاء السبع ، قولا سديدا في الوصية للموصين ولمن حضرها من المشيرين عليهم ، وقولا سديدا من الوارثين ومن سائر الناظرين فيما ترك ، وقولا سديدا من المفتين.
وسديد القول ـ فتوى وسواها ـ هو الذي يسد كل ثغرة وعناء وشحناء بينهم ككل ، تحببا جماعيا بينكم وبين الضعاف المحاويج ، ولا سيما الأيتام