٥ ويستبشرون ... ـ ٦ يستبشرون بنعمة من الله وفضل ـ ٧ الذين استجابوا .. ـ ٨ أحسنوا ـ ٩ واتقوا ـ ١٠ فزادهم إيمانا» وعلى ضوء هذه العشرة الكاملة «فانقلبوا ..» انقلابا عن كل ما سوى الله إلى الله حيث يعيشون مع الله عند الله لا سواه.
(إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ فَلا تَخافُوهُمْ وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) ١٧٥.
أولياء الشيطان هم الذين يتولونه على دركاتهم في ولايته ومنها الخوف على النفس والنفيس في سبيل الله ، فالخائفون غير الله في سبيل الله هم من أولياء الشيطان ، والخائفون الله هم من أولياء الرحمن ، ف «من عرف الله خاف الله ومن خاف الله سخت نفسه عن الدنيا» (١) و «من خاف الله أخاف الله منه كل شيء ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء» (٢).
(فَلا تَخافُوهُمْ) أترى «هم» هنا أولياء الشيطان الذين خوفوهم في سبيل الله؟ ولم يكن الخوف من هؤلاء ، بل هو من الناس الذين جمعوا لكم وهم المشركون!.
«هم» هنا هم الناس الذين جمعوا لكم ، والذين يخافونهم من ضعفاء المؤمنين هم من أولياء الشيطان حيث يخوفهم (فَلا تَخافُوهُمْ) كما خافهم أولياء الشيطان (وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) بالله.
فالإيمان المتين بالله يجعل من المؤمنين غير خائفين إلّا الله ، فالخائفون الله
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٢١٣ في اصول الكافي باسناده الى حمزة قال قال ابو عبد الله (عليه السلام) ...
(٢) المصدر عن المصدر باسناده الى الهيثم بن واقد قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : ...