لا يخوفهم الشيطان ولا يخافون الشيطان وأولياءه ، والخائفون غير الله هم من أولياء الشيطان مهما كانوا من المؤمنين بالله.
وهذا التخويف أيا كان هو من سلطان الشيطان : (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ. إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) (١٧ : ١٠٠) ، فالمتخوفون بتخويف الشيطان ـ على دركاتهم ـ هم من أولياءه على دركات ولايته حيث ركنوا إلى وسوسته وانقادوا لغوايته ، ومن كان بهذه الصفة فهو ولي الشيطان بمعنى تولي القبول والركون لا تولي العبادة والدين ، والمؤمن مخالف لهذه الطريقة لأنه عند الخواطر السيئة من الشيطان يرجع الى يقينه ويتوكل على ربه.
ف (إِنَّما ذلِكُمُ) البعيد البعيد (الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ) فلا تكونوا من أولياءه فيؤثر فيكم تخويفه (فَلا تَخافُوهُمْ) أولاء المشركين بتخويف الشيطان فتكونوا من أولياءه «وخافون» أنا ربكم (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
(وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (١٧٦) إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيْمانِ لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (١٧٧) وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (١٧٨)