أضروا حيث (يُرِيدُ اللهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ) لا فحسب بل (وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) فلما ذا ـ إذا ـ الحزن عليهم؟.
أو يريد الله سلبية الحظ أخرويا وإيجابية العذاب فيها والله لا يريد شرا ولا ضرا بالعباد؟ إنها إرادة الجزاء الوفاق بما يسارعون في الكفر وما الله يريد ظلما بالعباد.
ذلك ، وليس فحسب المسارعة في الكفر لن تضر الله شيئا ، بل كضابطة عامة :
(إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيْمانِ لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) ١٧٧.
وهذا يشمل كل دركات الكفر ، فطرية ملية أماهيه ، كما الإيمان هنا يشمل الإيمان الفطري والملي ، حاضر الإيمان بمراتبه ، وغائب الإيمان بحاضر براهينه آفاقيا وانفسيا ، إنهم ككل (لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً) ضرا بالشارع أو شرعته أو حامل شرعته رسوليا أو رساليا ، اللهم إلا الذين في قلوبهم مرض (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ).
هنا أليم لاشتماله كل دركات الكفر ، وهناك عظيم لأنه أسفل دركات الكفر لمكان المسارعة في الكفر ، فمشتري الكفر بالإيمان قد يسارع في الكفر وقد لا يسارع وانما يصارع في ميادين الكفر والإيمان فيصرع تقصيرا من عند نفسه فلهم عذاب أليم ، ولأولئك عذاب عظيم.
ومن العذاب الأليم العظيم للذين يسارعون في الكفر ، أو يشترون الكفر بالإيمان بلية الإملاء التي يحسبها الجاهل خيرا :
(وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ