تَعْمَلُونَ (٤٣) وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (٤٤) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً وَهُمْ بِالْآخِرَةِ كافِرُونَ (٤٥) وَبَيْنَهُما حِجابٌ وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ وَنادَوْا أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوها وَهُمْ يَطْمَعُونَ)(٤٦)
(وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ)(٣٤).
هناك آجال شخصية بين محتومة ومعلقة ، وهنا أجال جماعية ، فهل هي كماهيه آجال الأعمار بقسميها؟ ولا نجد أمة بكاملها تنقضي بموت لأجل محتوم أو معلق على أية حال!.
أم هي آجال في كيانها دون كونها كالأمم الرسالية الخمس حيث يقضى على شرعة كل بمجيء الأخرى ، ثم الأمة الإسلامية أجلها القيامة الكبرى إذ لا أمة رسالية بعدها ، وقد يتأيد أجل الكيان بآيات يونس : (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ. وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلا نَفْعاً إِلَّا ما شاءَ اللهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ)(١).
__________________
(١) نور الثقلين ٢ : ٢٧ فيه عدة روايات تشابه ما نقلناه عن الدر المنثور في تفسير الآية أنها تشمل آجال الأعمار ، وفيه عن كتاب التوحيد بسند متصل عن ابن حيان التميمي عن أبيه : وكان علي (عليه السّلام) يفنى الكتاب يوم صفين ومعاوية مستقبله على فرس له يتأكل تحته تأكلا وعلي (عليه السّلام) على فرس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ