ذلك ، وأما أقفال السماوات فالشرك بالله ، ومفاتيحها قول «لا إله إلا الله» ، إذا فأبواب سماء الرحمة مادية ومعنوية لا تفتح لهم في أية نشأة من النشآت الثلاث.
إذا فللسماء أبواب : (فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ) (٦ : ٣٥) ، (وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ) (١٥ : ١٤)(فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ) (٢٢ : ١٥).
و (حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ) تمثيل بما يستحيل حيث يحيل دخولهم الجنة ، فهل هو الجمل الإبل؟ فضلا عن جمل أصحاب الجمل (١) ولا صلة لذلك الجمل بسم الخياط ، ولا أن أصحاب الجمل من (الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) لا سيما وهم بمثل طلحة والزبير كانوا من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الصالحين عند نزول الآية ، فكيف تنزل آية كفرهم الذي يحيل دخولهم الجنة؟!.
وهنا «بآياتنا» جمعا محلى باللام تحلق على كافة الآيات الأنفسية والآفاقية : رسولية ورسالية ، وهو الكفر المطلق المطبق ، البعيد عنه الذين يكذّبون ببعض ويصدّقون ببعض ، فلهم بعض الإيمان ، فقد يأتي يوم هم
__________________
ـ أخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث أخرجي ذميمة وأبشري بحميم وغساق وآخر من شكله أزواج فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها فيقال من هذا فيقال فلان فيقال لا مرحبا بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث ارجعي ذميمة فانها لا تفتح لك أبواب السماء فترسل من السماء ثم تصير إلى القبر.
وفي تفسير العياشي عن أبي جعفر (عليه السّلام) في حديث قبض روح الكافر : فإذا أوتي بروحه إلى السماء الدنيا أغلقت منه أبواب السماء وذلك قوله : (لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ) يقول الله : رددها عليه فمنها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى.
(١) نور الثقلين ٢ : ٣٠ تفسير العياشي عن منصور بن يونس عن رجل عن أبي عبد الله (عليه السّلام) في الآية نزلت في طلحة والزبير والجمل جملهم.