يخرجون فيه من النار إلى الجنة قضية إيمان ، بعد ما ذاقوا وبال أمرهم في تكذيب.
فهذه الآية تبين مصير المؤبدين في النار الذين ينخمدون ـ بعد ما ذاقوا وبال أمرهم ـ مع انخماد النار ، فلا نار ـ إذا ـ ولا أهل نار.
ثم «الجمل» أمام «سم الخياط» تناسب القلس الغليظ الذي يجريه الجمل ، ولأنه حبال جمعت وجملت فأصبحت حبلا واحدا يصلح لجر الجمل ، وأين جمل من جمل؟.
فهنا «لا تفتّح» تعم كلّ تفتّح لبركات السماء معنويا وماديا في النشآت الثلاث ، كما تعم التفتح لصعود أعمالهم إليها يوم الدنيا ، وصعود أرواحهم فيها بعد الموت ، وصعود أنفسهم يوم القيامة الكبرى ، حيث تفتح أبواب جنة الخلد عند سدرة المنتهى لأهليها ، وكذلك نزول بركات من السماء مادية ومعنوية عليهم في هذه النشآت ، فهذه الأبواب كلها مغلقة على هؤلاء (الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها) كما أغلقوا على أنفسهم أبواب الهدى ، جزاء وفاقا.
أجل تفتح لهؤلاء الأنكاد أبواب الزحمة بديلة عن أبواب الرحمة ، حيث السماء تشملهما ماديا ومعنويا ، ولا تعني (بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ) لأهل الرحمة في المادية منها ما تصل إلى غير الصالحين من رحماتها ، فانها تبدل عندهم بزحمات حيث يبدلون نعمة الله نعمة ونقمة ، إضافة إلى رحمات خاصة أخرى مادية لهؤلاء دون أولاء.
ذلك ، وأبواب السماء في صعود الأعمال والأدعية ونزول الفرقان والرحمة على أهليها ، هذه هي أبواب سماء الرحمة الروحية ، المتحللة عن العلو المادي ، ف (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ) لا تعني إلى مكان عال إلا جنة المأوى ، أم إلى رضوان من الله الذي لا مكان له ، كما ونزول الرحمة المعنوية يعني فيما يعنيه نزولا روحيا دون مكان عال.
والأجمل هنا في «الجمل» الجمع بين جمل الجمل والجمل الذي