الأدب (١) فقد أنزل الله القرآن طعاما للأرواح ، وأدبا لها ربانيا ، لا طعام لها أطعم ، ولا أدب لها أءدب من هذا القرآن ، والتاء في الوجهين هي للمبالغة ، حيث تعني بالغ الطعام والأدب في القرآن للأرواح.
لذلك «وإن أصفر البيوت لجوف أصفر من كتاب الله تعالى» و «أصفر» هي تفضيل الصفر وهو الخالي.
إذا فأخلى البيوت وأجوفها من الأثاث هو الجوف الأصفر من كتاب الله من الأساس ، مهما امتلأ مما سواه من علوم هي بجنب القرآن خاطئة الحلوم.
والهرطقة الغافلة ، القائلة : إن القرآن لا يفهم إلّا بالرواية ، معروضة عرض ، الحائط لمخالفتها بيان القرآن التبيان ، إضافة إلى كرور الآيات أنه (بَيانٌ لِلنَّاسِ).
فليس باب تفهم القرآن مقفلة على الناس ، وإنما هي مغفلة مغفّلة فمقفلة لمن لا يتدبرون القرآن : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) (٤٧ : ٢٤) بأغفالها وإغفالها ، تحريجا على الذين يحاولون تفهم القرآن ، فتخريجا له عن حوزته.
وما بيان المعصومين (عليهم السّلام) لآيات مسئول عنها ، إلّا للقاصرين عما يسألون إفهاما ، أو المقصرين إفحاما ، دون أهل القرآن العائشين إياه حياتهم.
وليس تفسيرهم (عليهم السّلام) إلّا سنادا إلى لفظية الدلالات المسؤول عنها قصورا أو تقصيرا.
__________________
ـ ما فيه ، بما يناله المدعو من طعام الداعي وانتفاعه به ، يقال : أدّب الرجل يأدب فهو آدب ، إذا دعى الناس إلى طعامه ، ويقال للمأدبة المدعاة.
(١) المأدبة من الأدب فقد أنزل الله القرآن تأديبا للمكلفين بآداب الله ، وتاء المأدبة على الوجهين للمبالغة.