و «من قرأ القرآن فكأنما أدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه» (١).
و «تعلموا القرآن واقرؤه واعلموا أنه كائن لكم ذكرا وذخرا ، وكائن عليكم وزرا ، فاتبعوا القرآن ولا يتبعنكم ، فإنه من تبع القرآن تهجم به على رياض الجنة ، ومن تبعه القرآن زج في قفاه حتى يقذفه في جهنم» (٢).
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : من قرأ ثلث القرآن أوتي ثلث النبوة ، ومن قرأ نصف القرآن أوتي نصف النبوة ، ومن قرأ القرآن كله أوتي النبوة كلها ثم يقال له يوم القيامة : اقرأ وارق ، بكل آية درجة حتى يختم ما معه من القرآن ، ثم يقال له : اقبض فيقبض فيقال له : هل تدري ما في يديك؟ وإذا في يده اليمنى الخلد وفي الأخرى النعيم(٣).
ولا تعني هذه القراءة قراءة فاضية عن المعرفة والتطبيق ، بل هي الفائضة بمعرفة وتطبيق ، (وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ).
و «إن هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا مأدبته ما استطعتم ، وإن اصفر البيوت لجوف أصفر من كتاب الله تعالى» (٤).
فالمأدبة ـ ضما ـ هي الطعام (٥) وهي فتحا مفعلة من
__________________
(١) المصدر ١٧ ـ مجمع البيان ١ : ١٦ عن علي (عليه السّلام) انه قال : ...
(٢) المصدر ١٠ ـ ابن أبي الجمهور في در اللئالي عن أبي موسى قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم: ...
(٣) تفسير الكشف والبيان للثعلبي رواه عن أبي أمامة عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) : ...
(٤) أمالي الصدوق المرتضى (١ : ٣٥٤) عن نافع عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إن هذا القرآن ...
(٥) فالمأدبة في كلام العرب هي الطعام يصنعه الرجل ويدعو الناس إليه ، فشبه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما يكسبه الإنسان من خير القرآن ونفعه وعائدته عليه إذا قرأه ودرس ـ