دون الله ، فمن وقر القرآن فقد وقر الله ، ومن لم يوقر القرآن فقد استخف بحرمة الله (١)، و «حرمة القرآن على الله كحرمة الوالد على ولده» (٢).
وفي كتاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى بعض عماله على اليمن : «فإن هذا القرآن حبل الله المتين ، فيه إقامة العدل وينابيع العلم وربيع القلوب» (٣) (١ ، ٧) : أجل إنه حبل بين الله وخلقه ، متين لا ينفصم ولا يفصم ، عصمة لمستعصمهم ، ومسكه لمستمسكهم ، وهو ينابيع العلم ، الينابيع المعرفية المتفجرة ، من عيونه الجارية ، ريا لكل غليل ، وشفاء لكل عليل ، وهو ربيع القلوب الواعية الراعية ، حيث تنفع بتدبر آياته ، وتأمل بيناته.
ف «تعلموا القرآن فإنه أحسن الحديث وتفقهوا فيه فإنه ربيع القلوب ، واستشفوا بنوره فإنه شفاء الصدور ، وأحسنوا تلاوته فإنه أنفع القصص ، فإن العالم العامل بغير علمه كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق من جهله ، بل الحجة عليه أعظم ، والحسرة له ألزم ، وهو عند الله ألوم» (٤).
و «عدد درج الجنة عدد أي القرآن فإذا دخل صاحب القرآن الجنة قيل له : ارقأ واقرأ ، لكل آية درجة فلا تكون فوق حافظ القرآن درجة» (٥).
__________________
(١) المصدر ٧ عن المجمع ١ : ١٥ ـ أنس بن مالك عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
(٢) المصدر ٧ جامع الأخبار عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ورواه الشيخ أبو الفتوح في تفسيره عن أبي الدرداء عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) مثله.
(٣) المجازات النبوية للسيد الشريف الرضى ١٤١.
وفيه عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول الله عزّ وجلّ : يا حملة القرآن تحببوا إلى الله تعالى بتوقير كتابه يزدكم حبا ويحببكم إلى خلقه.
(٤) المصدر (٨) عن نهج البلاغة (٣٣٠) في خطبة له (عليه السّلام).
(٥) المصدر ١٦ ـ البحار ٩٢ : ٢٢ كتاب الإمامة والتبصرة بسند مفصل عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ...