ولأن المحاولة ضخمة فخمة ، فقد يمضي السياق يهزّ الضمائر ، ويوقظ السرائر ، ويرجّ جبلّات الأجيال الشاردة عن دين الله ، السادرة في الجاهلية رجّا عنيفا ، عرضا لمصارع الغابرين من المكذبين :
وهنا في خطبة لعلي (عليه السّلام) معتبر لمعتبر ، تحذيرا عن ترك الإتباع لما أنزل الله : «أما بعد فإن الله لم يقصم جباري دهر قط إلا بعد تمهيل ورخاء ، ولم يجبر عظم أحد من الأمم إلا بعد أزل وبلاء ، وفي دون ما استقبلتم من عتب ، وما استدبرتم من خطب معتبر ، وما كل ذي قلب بلبيب ، ولا كل ذي سمع بسميع ، ولا كل ذي ناظر ببصير ـ فيا عجبا ومالي لا أعجب من خطاء
هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها ، لا يقتصمون أثر نبي ، ولا يقتدون بعمل وصي ، ولا يؤمنون بغيب ، ولا يعفون عن عيب ، يعملون في الشبهات ، ويسيرون في الشهوات ، المعروف فيهم ما عرفوا ، والمنكر عندهم ما أنكروا ، مفزعهم في المعضلات إلى أنفسهم ، وتعويلهم في المبهمات على آراءهم ، كأن كل امرئ منهم إمام نفسه ، قد أخذ منها فيما يرى بعرى ثقات ، وأسباب محكمات» (الخطبة ٨٧).
وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنا أوّل وافد على العزيز الجبار يوم القيامة ، وكتابه وأهل بيتي ثم أمتي ، ثم أسألهم ما فعلتم بكتاب الله وبأهل بيتي (١).
والأمة الإسلامية برمتها شيعة وسنة تاركة للثقلين ، فإن حديث العترة دون سناد إلى الكتاب لا ثقل له ، وذلك سند أنه غير صادر عنهم.
و «القرآن غني لا غنى دونه ولا فقر بعده» والقرآن أفضل شيء
__________________
(١) جامع أحاديث الشيعة ١٥ : ٦ عن الكافي عن الباقر (عليه السّلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :