وتبصرة ، استأصلهم الله وأخمد نيرانهم تطهيرا للجو عن هؤلاء الأرجاس الأنحاس.
(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ)(٩٦).
(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْناهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٦٥) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ ساءَ ما يَعْمَلُونَ) (٥ : ٦٦).
صحيح أن بركات السماء والأرض وتوفّر النعم لا تستلزم أهلية المتنعمين بها ، فقد ترجع النعمة عليهم نقمة ونعمة ، ولكن الإيمان والتقى لزامهما انفتاح بركات من السماء والأرض ، واللّاإيمان والطغى لزامهما انغلاق بركات ، وما يرى من بركات لأهل الدركات فهي في الحق لهم دركات ، حيث تعني لهم إملاء وإملالا : (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) (٣ : ١٧٨).
ذلك ، وان الخلفية الطبيعية الربانية للتخلفات عن شرعة الله هي انغلاق بركات من السماء والأرض ظاهرية وباطنية هما متعاملان في فلاح الإنسان وصلاحه ، ولكن هنا خطوة ثانية ابتلائية هي (بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا) وهذه الحسنة هي أسوء من السيئة بكثير!.
وترى «لو» هنا تحيل إيمان أهل القرى وتقواهم ، وقضيتها هي إحالة فتح هذه البركات؟ وهذه الإحالة تنافي والمشيئة التشريعية أن يؤمن أهل القرى ويتقوا!.
إنها إحالة نسبية بسوء الإختيار ، دون ذاتية أم واقعية مستغرقة ، فهي إخبار عن الواقع المتخلّف لأهل القرى بسوء اختيارهم ، باستثناء واقعين اثنين هما قلة قليلة أمام مسيرة التاريخ الرسالي :
١ أهل القرى كلها زمن صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه الشريف.
٢ أهل كل قرية قدر المستطاع ، تعبيدا لطريق المهدي