براحلة الفطرة والعقلية السليمتين واللغة والأدب السليمين ، وصالح التدبر في القرآن.
هؤلاء الخارفون الهارفون يقصدون من وراء ذلك التفسير لحديث الرأي نفي روح القرآن عن أمته ، واختصاص تفسير القرآن بآرائهم ، كما عملته الكنائس في القرون الوسطى فحظروا تفسير الإنجيل على الأمة المسيحية حتى يفسح لهم مجالات التحريف والتجديف في تفسيره بآرائهم وشهواتهم.
وهنا المانعون عن تفسير القرآن فريقان اثنان ، فريق يمنع عنه نفيا له من أمته عن بكرته تحت نقاب تقديسه ، وآخرون هم مانعون لكي يفسح لهم مجال ـ دون منازع ـ لتفسيره بآرائهم فقهيا أو فلسفيا أو علميا وما أشبه.
وهكذا أصبحت الأمة الإسلامية بعيدة عن روح القرآن ، ناحية منحى تفاسير مختلقة مختلفة بآراء خاطئة.
ذلك ، وهذا القرآن مصون عن كل تحريف وتجديف بعصمة ربانية مضمونة طول الزمان وعرض المكان ، فآياته ال / ٦٦٦٠ / وكلماته ال / ٦٦٦٠٠ ، هما نفس العدد طول التاريخ الإسلامي دون زيادة أو نقصان وان في حرف أو نقطة أو إعراب أو مكان كلّ ، وهذه الكلمات لها سير تصاعدي سنوي منذ البعثة حتى ارتحال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وذلك السير منظم منضد نجده في تصاعد / ٥٠٠ كلمة سنويا ، فمثله مثل الشمس في اشراقته التصاعدية ، فقد أشرقت آياته البينات بهذه الصورة على قلوب المكلفين.
(وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ) ٤.
إن أتعس البأس هو الجائي علي غفلة آمنة «بياتا» في أمن الليل نوما أم رياحة أخرى (أَوْ هُمْ قائِلُونَ) نوما نصف النهار : (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَهُمْ نائِمُونَ. أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا