ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ) (٧ : ٩٨).
و «قرية» ـ خلاف ما يزعم ـ هي المجتمع ، وتسمية مكان الاجتماع ب «قرية» هي من باب المجاز دون العكس ، وهنا «أهلكناها» دون «أهلكناهم» لرعاية أنوثة اللفظ : «قرية» ثم (أَوْ هُمْ قائِلُونَ) رعاية لذكورة المعنى ، وما أجمله جمعا بين قضية اللفظ والمعنى في عبارة واحدة ، وفيه عناية المعنيّ من القرية ، أنهاهم دون مكانهم ، إلّا مجازيا.
إضافة إلى أن الهلاك يشملهم وأمكنهم (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا ..).
وترى كيف (فَجاءَها بَأْسُنا) بعد «أهلكناها» وليس الإهلاك إلّا بالبأس؟ علّ «فجاءها» تفريع بيان لكيفية الإهلاك ، أم وتعني «أهلكناها» ـ مع ما عنت ـ قضاء الإهلاك بما افتعلوا (فَجاءَها بَأْسُنا) أم وثالث هو أمره تعالى بهلاكهم عقيديا وعمليا إذنا تكوينيا ، وعدم التوفيق لإيمانهم من باب (فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) ـ «وقيضنا لهم قرناء فزينوا ما بين أيديهم وما خلفهم» ـ و (أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا).
وعلّ مثلث المعنى معنيّ حيث يوافق أدب اللفظ والمعنى والله أعلم بما يوعون.
(فَما كانَ دَعْواهُمْ إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا إِلَّا أَنْ قالُوا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ)(٥).
فطالما كانوا هم في رغد العيش والأمن لا يعترفون بظلمهم ، فهم (إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا) ليست لهم دعوى أمام بأس الله إلّا الاعتراف : (إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ) علّ الله يعفو أو يخفف عنهم بأسه ، ولكن لا مناص عن بأس الله إذا جاء ، فقد فات يوم خلاص فلات حين مناص ، حيث الإيمان عند رؤية البأس لا يقع موقع القبول إذ لا واقع له إلّا الفرار عن بأس الله : (فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ. فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ وَخَسِرَ