في الآية لا تقرر نفس العدد لذي القعدة على مدار الزمن!.
وإنما اختص ذكر «ليلة» دون «نهارا» أو «أياما» ل (إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً) (٦ : ٧٣) فإن فيه اجتماعا للحواس عن سائر التفرقات الحيوية المعيشية أكثر من النهار.
ويا للأربعين من موقف مشرف تكوينا وتشريعا ، فمن التكوين أن كل رحلة من رحلات الجنين أربعون يوما ، ثم وفي التشريع قد ابتعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الأربعين من عمره ، وهكذا ـ كما يروى ـ سائر النبيين (عليهم السّلام) «وليس صاحب هذا الأمر من جاز أربعين» أي في صورة من له أربعون ، و «من شرب الخمر لم تحتسب صلاته أربعين يوما» و «من قرأ الحمد أربعين مرة في الماء ثم يصب على المحموم يشفيه الله» و «إن العبد لفي فسحة من أمره ما بينه وبين أربعين سنة فإذا بلغ أربعين سنة أوحى الله عز وجل إلى ملكيه اني قد عمرت عبدي عمرا فغلظا وشددا وتحفظا واكتبا عليه قليل عمله وكثيره وصغيره وكبيره» و «إذا بلغ العبد ثلاثا وثلاثين سنة فقد بلغ أشده وإذا بلغ أربعين سنة فقد بلغ منتهاه فإذا طعن في إحدى وأربعين فهو في النقصان وينبغي لصاحب الخمسين أن يكون كمن كان في النزع ..» «وأبناء الأربعين زرع قد دنى حصاده»و «إذا بلغ الرجل أربعين سنة ولم يتب مسح إبليس وجهه وقال : بأبي وجه لا يفلح» و «من حفظ من أمتي أربعين حديثا مما يحتاجون إليه من أمر دينهم بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما» (١) وقد «بكى آدم أربعين صباحا على الجنة» و «أنصب الماء زمن نوح من السماء أربعين صباحا» «واحتبس الوحي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أربعين يوما» «واعتزل (صلى الله عليه وآله وسلم) عن خديجة أربعين صباحا لحملها بفاطمة (عليها السلام) وولادتها إياها» «وتاه قوم موسى في التيه أربعين سنة» «وأملى الله لفرعون ما بين الكلمتين أربعين سنة ثم أخذه الله نكال الآخرة والأولى» وإذا مات
__________________
(١) أربعين حديثا يعم القرآن والسنة ، بل والقرآن أحرى أن يكون حديثا : فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ ـ