__________________
ـ اللهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ ثم ولا يعني «حفظ» فقط حفظا عن ظهر القلب ، بل هو كامل الحفظ تعلما وتخلقا وتعليما وتطبيقا في الأصول الثلاثة وفي الفروع. عشرة في الفروع العشرة ، وثلاثين في الأصول الثلاثة ، فطالما الحفاظ كثير ولكنما الرعاة قليل.
وقد يروى «من بلغ أربعين ولم يتعص فقد عصى» فقد تعنى مثلث العصى لهندسة كمال الإنسان وهي عصى الفطرة والعقلية والشرعة ، استقامة على هذه العصي ليقوم في دين الله سليما صالحا.
ذلك وقد ورد «على أمتي» بديلا عن «من أمتي» كما في البحار ٢ : ١٥٦ ح ٨ وفي العيون ٢ : ٣٧ ح ٩٩ عن الرضا (عليه السّلام) وابن زهرة في الأربعين ٣٩ بالطريق الأول من السند رقم ٤٠ ورواه الشهيد الأول في مقدمة أربعين بالإسناد رقم ٦٤ وأخرجه كنز العمال ١٠ : ٤٢٥ ح ٢٩١٨٥ ـ أخرجه ابن الجوزي بلفظه عن علي (عليه السّلام) والدار قطني في العلل عن ابن عباس بلفظ «من حفظ على أمتي أربعين حديثا من أمر دينها بعثه الله فقيها عالما» ، وأخرجه ابن حبان في الضعفاء عنه وابن عدي وابن عساكر من طرق عن أبي هريرة وابن الجوزي أيضا عن أنس وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة مرفوعا ، وذكر في التخريج عدة من المحدثين المخرجين لهذا الحديث تركناه اختصارا وكما يناسب موسوعتنا التفسيرية.
ومما يشهد على أن الحفظ لا يعني ـ فقط ـ حفظا عن ظهر الغيب ، بل هو الحفاظ لأربعين على العامة في أمر الدين فرديا وجماعيا ، كنماذج من أصول الدين وفروعه ، ما رواه في الخصال بسند عن جعفر بن محمد عن أبيه عن أبيه الحسين بن علي (عليهم السّلام) قال : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أوصى إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) وكان فيما أوصى به أن قال له يا علي! : من حفظ من أمتي أربعين حديثا يطلب بذلك وجه الله عزّ وجلّ والدار الآخرة حشرة الله يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. فقال علي (عليه السّلام) يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخبرني ما هذه الأحاديث؟ فقال : أن تؤمن بالله وحده لا شريك له ، وتعبده ولا تعبد غيره ، وتقيم الصلاة بوضوء سابغ في مواقيتها ، ولا تؤخرها فإن في تأخيرها من غير علة غضب الله عزّ وجلّ ، وتؤدي الزكاة ، وتصوم شهر رمضان ، وتحج البيت إذا كان لك مال وكنت مستطيعا وأن لا تعق والديك ، ولا تأكل مال اليتيم ظلما ، ولا تأكل الربا ، ولا تشرب الخمر ولا شيئا من الأشربة المسكرة ، ولا تزني ، ولا تلوط ، ولا تمشي بالنميمة ، ولا تحلف بالله كاذبا ، ولا تسرق ، ولا تشهد شهادة الزور لأحد قريبا كان أو بعيدا ، وأن تقبل الحق ممن جاء به صغيرا كان أو كبيرا ، وأن لا تركن إلى ظالم وإن كان حميما قريبا ، وأن لا تعمل بالهوى ، ولا تقذف المحضة ، ولا ترائي ـ