المؤمن فحضر جنازته أربعون رجلا من المؤمنين فقالوا : اللهم إنا لا نعلم منه إلا خيرا وأنت أعلم به منا ، قال الله تبارك وتعالى : «قد أجزت شهادتكم وغفرت له ما علمت مما لا تعلمون» (١).
__________________
ـ فإن أيسر الرياء شرك بالله عزّ وجلّ ، وأن لا تقول لقصير يا قصير ، ولا لطويل يا طويل تريد بذلك عيبه ، وان لا تسخر من أحد من خلق الله ، وأن تصبر على البلاء والمصيبة ، وأن تشكر نعم الله التي أنعم بها عليك ، وأن لا تأمن عقاب الله على ذنب تصيبه ، وان لا تقنط من رحمة الله ، وأن تتوب إلى الله عزّ وجلّ من ذنوبك فإن التائب من ذنوبه كمن لا ذنب له ، وأن لا تصر على الذنوب مع الاستغفار فتكون كالمستهزئين بالله وآياته ورسله ، وأن تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وأن لا تطلب سخط الخالق برضى المخلوق ، وأن لا تؤثر الدنيا على الآخرة ، لأن الدنيا فانية والآخرة باقية ، وأن لا تبخل على إخوانك بما تقدر عليه ، وان تكون سريرتك كعلانيتك ، وأن لا تكون علانيتك وسريرتك قبيحة ، فان فعلت ذلك كنت من المنافقين ، وأن لا تكذب ولا تخالط الكذابين ، وأن لا تغضب إذا سمعت حقا ، وأن تؤدب نفسك وأهلك وولدك وجيرانك على حسب الطاقة ، وأن تعمل بما علمت ، ولا تعاملن أحدا من خلق الله عزّ وجلّ إلا بالحق ، وأن تكون سهلا للقريب والبعيد ، وأن لا تكون جبارا عنيدا ، وأن تكثر من التسبيح والتهليل والدعاء وذكر الموت وما بعده من القيامة والجنة والنار ، وأن تكثر من قراءة القرآن ، وتعمل بما فيه ، وأن تستغنم البر والكرامة بالمؤمنين والمؤمنات ، وأن تنظر إلى كل ما لا ترضى فعله لنفسك فلا تفعله بأحد من المؤمنين ، وأن لا تمل من فعل الخير ، ولا تثقل على أحد ، وأن لا تمن على أحد إذا أنعمت عليه ، وأن تكون الدنيا عندك سجنا حتى يجعل الله لك جنة ـ
فهذه أربعون حديثا من استقام وحفظها عني من أمتي دخل الجنة برحمة الله ، وكان من أفضل الناس وأحبهم إلى الله عزّ وجلّ بعد النبيين والصديقين ، وحشرة الله يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
وفي الخصال عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): «من حفظ من أمتي أربعين حديثا من السنة كنت له شفيعا يوم القيامة» أقول : وأفضل السنة هو القرآن ، أصلا لسائر السنة.
وفي صحيفة الرضا (عليه السّلام) عن آباءه (عليهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «من حفظ على أمتي أربعين حديثا ينتفعون بها بعثه الله تعالى يوم القيامة فقيها عالما» (العوالم ٢ ـ ٣ : ٤٦٥ ـ ٤٦٨).
(١) هذه كلها مروية عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وعترته (عليهم السّلام) كما في سفينة البحار ١ : ٥٠٤ ـ ٥٠٥.