أجل فحينما يملك الغضب موسى (عليه السّلام) لحد يلقي ألواح التوراة فهلا يأخذ ـ إذا ـ برأس أخيه ، حيث يرى سحقا ومحقا للرسالة والرسول في تلك الفترة القصيرة الفتيرة ، فأين الرسالة ـ إذا ـ وأين الرسول؟!.
فكما أن إلقاءه الألواح لا يعني إهانة لها ، كذلك أخذه برأس أخيه لا يعني مهانة ، إنما هو هو الغضب الذي لا يتمالك صاحبه نفسه فضلا عمن
__________________
إلى السماء فقال : إن القوم استضعفوني كما استضعفت بنو إسرائيل هارون (عليه السّلام) ، وفيه عن الإحتجاج في رواية سليم بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسي حديث طويل وفيه قال قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) لأبي بكر وأصحابه : «أما والله لو أن أولئك الأربعين الرجل الذين بايعوني وفوا لي لجاهدتكم في الله حق جهاده ، أما والله لا ينالها أحد من عقبكم إلى يوم القيامة ثم نادى قبل أن يبايع : يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلوني».
وفيه باسناده إلى محمد بن علي الباقر (عليهما السّلام) قال : لما حج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من المدينة وبلغ من حج مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من أهل المدينة وأهل الأطراف والأعراب سبعين ألف إنسان أو يزيدون على نحو عدد أصحاب موسى السبعين ألفا الذين أخذ عليهم بيعة هارون (عليه السّلام) فنكثوا واتبعوا العجل والسامري ، وكذلك أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) البيعة لعلي (عليه السّلام) بالخلافة على عدد أصحاب موسى (عليه السّلام) فنكثوا البيعة واتبعوا العجل والسامري سنة بسنة ومثلا بمثل ...
وفيه عن العلل باسناده إلى ابن مسعود قال : احتجوا في مسجد الكوفة فقالوا : ما لأمير المؤمنين (عليه السّلام) لم ينازع الثلاثة كما نازع طلحة والزبير وعائشة ومعاوية؟ فبلغ ذلك عليا (عليه السّلام) فأمر أن ينادى الصلاة جامعة فلما اجتمعوا صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال : معاشر الناس انه بلغني عنكم كذا وكذا؟ قالوا : صدق أمير المؤمنين (عليه السّلام) قد قلنا ذلك ، قال : إن لي بسنة الأنبياء أسوة فيما فعلت قال اللهتعالى في محكم كتابه (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) قالوا : ومن هم يا أمير المؤمنين (عليه السّلام)؟ قال : أولهم إبراهيم (عليه السّلام) ـ إلى أن قال ـ : ولي بأخي هارون (عليه السّلام) أسوة إذ قال لأخيه : (ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي) فان قلتم : لم يستضعفوه ولم يشرفوا على قتله فقد كفرتم ، وان قلتم استضعفوه وأشرفوا على قتله فلذلك سكت عنهم فالوصي أعذر.