فقد يكون السبعون المختارون المصعقون من ضمن هؤلاء الذين اتخذوا العجل ، وكأنه بديل عن رؤية الله جهرة!.
(فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ) المهلكة إياهم «قال» موسى رب (لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ) كيلا يحتج عليّ الباقون أنك أهلكتهم بديلا عن إجابتهم في سؤلهم (أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا)(١).
وترى السبعين المصعقين لم يكونوا من السفهاء لئلا يستحقوا الإهلاك؟ وهم السائلون: (أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً)! أم تعني السفاهة هنا عبادة العجل؟ وقد تأخرت عنها حسب آية النساء!.
«منا» هنا تعني من السبعين المختارين وسائر السائلين ، مع موسى (عليه السّلام) ، و «السفهاء» جمعا ، تدل أن السفاهة هنا حصلت من جمع من الثلاث لا كلهم ، فلم يكن سؤال الرؤية إلّا من الجل دون الكل ، إذا (أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا) وارد مورد السائلين منهم الرؤية أن كيف تهلك غير السفهاء معهم بما هم دونهم «من قبل» الميعاد وحاضر السؤال فيه.
وهنا «من قبل» ثم من قبلها «لو» إضافة إلى «منا» هي زوايا ثلاث في هندسة القصة تدل على أن القصد ليس هو الإهلاك الواقع ، بل هو
__________________
(١) بحار الأنوار ١٣ : ٢١٧ ـ ١٠ في أسئلة الزنديق عن الصادق (عليه السّلام) قال : إن الله أمات قوما خرجوا مع موسى (عليه السّلام) حين توجه إلى الله فقالوا : أرنا الله جهرة فأماتهم الله ثم أحياهم.
وفي نور الثقلين ٢ : ٧٦ في كتاب التوحيد في باب مجلس الرضا (عليه السّلام) مع أصحاب المقالات والأديان قال (عليه السّلام): .. ثم موسى بن عمران (عليه السّلام) وأصحابه السبعون الذين اختارهم وصاروا معه إلى الجبل فقالوا له : إنك قد رأيت الله فأرناه سبحانه كما رأيته فقال لهم : إني لم أره فقالوا : (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ) واحترقوا عن أخرهم وبقي موسى وحيدا فقال : يا رب اخترت سبعين رجلا من بني إسرائيل فجئت بهم وأرجع وحدي فكيف يصدقني قومي بما أخبرتهم به؟ فلو شئت أهلكتهم وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا؟.