إليه ، وقد سبقهم نبيون وربانيون ومؤمنون إسرائيليون كانوا ينتظرون تشريف هذه الرسالة السامية.
وعلى أية حال ف «أمة» هنا تضم من (قَوْمِ مُوسى) كلّ من (يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) وقضية احتمال الواو أنها حالية ، أن (وَمِنْ قَوْمِ مُوسى) بيان حال الماضية ، كما أن قضية احتمال العطف بيان الحال الحالية ، والجمع أجمل وأجمع ، لأن أمة الحق بين الأمم الرسالية لا يختصون بزمان دون زمان ، والآية طليقة في هؤلاء الأكارم.
وفي أحاديثنا أن هذه الأمة من قوم موسى هم ممن يرجعون في دولة المهدي عجل الله تعالى فرجه وسهل مخرجه.
(وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى إِذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (١٦٠).
آية وحيدة في بيان عديد الأسباط ، بعد آيات أربع تذكرهم دون عديدهم ، وهم هنا «أمما» بعد كونهم أمة واحدة في شرعتهم.
وترى كيف هنا (أَسْباطاً أُمَماً) وتمييز ما فوق العشرة مفرد؟ ، إنه قد لا يكون تمييزا ، بل هو بدل يعني قطعناهم أسباطا أمما هم اثنتي عشرة ، أم ان (أَسْباطاً أُمَماً) حالان ل «هم» فإن واقع عديد الأسباط لا يقبل التقطيع لأنه تحصيل للحاصل ، وإنما «قطعناهم» تفريقا بينهم حالكونهم أسباطا أمما ، أم لأن تمييز ما فوق العشرة لا يختص بالإفراد ، فقد يجمع كما هنا ، وأخرى يفرد ك «عينا» تمييزا ل «اثنتا عشرة» والقاعدة الأدبية المخالفة لأدب القرآن هي خارجة عن الأدب البارع.
ذلك ، فتقدير تمييز مفرد حفاظا على الأدب المزعوم تغدير على أدب القرآن ، ولا يصلح تمييزا ل «اثنى عشر» إلا «أسباطا».
وترى هذا التقطيع لهم رحمة؟ وهو زحمة قضية الاختلاف! إنه