إذ نجهل كثيرا وهو يعلمه ، وخير برهان للحق هو أمر الله ونهيه.
وشر عصبية هي التي لا تعني أصلا مهما كان باطلا يعرف له هذا السبب :
ف انظروا إلى ما في هذه الأفعال من قمه نواجم الفخر ، وقدع طوالع الكبر ، ولقد نظرت فاوجدت أحدا من العالمين يتعصب لشيء من الأشياء إلّا عن علّة تحتمل تمويه الجهلاء ، أو حجة تليط بعقول السفهاء غيركم ، فإنكم تتعصبون لأمر ما يعرف له سبب ولا علة ، أما إبليس فتعصب على آدم لأصله ، وطعن عليه في خلقته فقال : أنا ناري وأنت طيني ـ
وأما الأغنياء من مترفه الأمم ، فتعصبوا لآثار مواقع النعم فقالوا : (نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالاً وَأَوْلاداً وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ) فإن كان لا بد من العصبية فليكن تعصبكم لمكارم الخصال ، ومحامد الأفعال ، ومحاسن الأمور التي تفاضلت فها المجداء والنجداء ، من بيوتات العرب ، ويعاسيب القبائل ، بالأخلاق الرغيبة ، والأحلام العظيمة ، والأخطار الجلية ، والآثار المحمودة ، فتعصبوا لخلال الحمد ..(الخطبة : ١٩٠).
هنا (ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ) وفي «ص» : (ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ)(٧٥) ولم يكن التنديد إلّا بواحدة منهما فكيف التوفيق؟ إضافة إلى أنه لم يمنعه شيء عن عدم السجود حيث المنع عن عدمه واقع لمكان واقعه وهو تاركه!.
«ما منعك» تعني مانع السجود ، ف «أن تسجد» هو الممنوع هنا : عن أن تسجد ، و «ألا تسجد» هي نتيجة المنع عنه دون «عن» فان «أن» هنا مفسّرة وهناك مصدرية ، فهما ـ إذا ـ عبارتان عن معنى واحد إيا كانت العبارة عنه.
ف «ما منعك» هنا يعني عن السجود ، ثم «ألا تسجد» بيان لنتيجة المنع عن السجود ف «ما منعك عن السجود ألا تسجد».