بألسنتهم ، فركب بهم الزلل ، وزيّن لهم الخطل ، فعل من شركه الشيطان في سلطانه ، ونطق بالباطل على لسانه (الخطبة ٧).
ذلك ، وفي توسع ل (صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) وهو شرعة الله ، قد يعني إلى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الدال على أعلى الصراط ، آل محمد عليهم السّلام الدالون إلى الصراط المحمدي المستقيم. وذلك تأويل جميل بأصدق مصاديق (صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ)(١).
(قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ)(١٨).
«مذؤما» من الذام : العيب ، أخرج معيوبا بأنحسه ، استكبارا على ربك ، «مدحورا» مطرودا عن ساحة قربه وجنته (لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ) لحد يحسب بحسابك ، ويدخل في حزبك (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ) تابعين ومتبوعين «أجمعين».
وهنا «أخرج» تعني أمرا تشريعيا فلإبليس ألا يأتمره وكما لم يخرج وقد تخلف عنه (١ ، ٢١).
__________________
(١) ملحقات احقاق الحق ١٤ : ٦٤٢ روى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ١ : ٦١ بسند عن علي عن سعد عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال : آل محمد الصراط الذي دل الله عليه ، ورواه عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السّلام) مثله. وفيه ٤ : ١٧٠ و١٤ : ٣٧٨ ـ ٣٧٩ قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السّلام): أنت الطريق الواضح والصراط المستقيم والصراط المستقيم ولاية أمير المؤمنين (عليه السّلام) (١٤ : ٤٨٧) و «نحن الطريق الواضح والصراط المستقيم» (١٣ : ٨٣ ـ ٨٤) و «نحن أبواب الله ونحن الصراط المستقيم ونحن عيبة علم الله» (١٣ : ٨٢) و «من اقتدى بهم هدي إلى صراط مستقيم» (٤ : ٥٩) ويا علي أنت صراط الحمية (٤ : ١٠٣ و ٧ : ١٢٥) و «حب آل محمد جواز على الصراط» (٩ : ٤٩٤ ـ ٤٩٦ و١٨ : ٤٩٦ ـ ٤٩٧) و «يا علي الصراط صراطك» (٧ : ١٢٤) و «علي يقعد على الصراط» (٦ : ٢١٢) و «لا يجوز أحد الصراط إلا بولاء علي (عليه السلام)» (٧ : ١١٥ ـ ١٢١ و١٧ : ١٥٨ ـ ١٦٢ و ٢١ : ٥١٧ ـ ٥٢١).