كسائر التأليف القرآني زمن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد كان يقرأها في صلواته(١).
المص ٢
مقطع من الحروف المقطّعة القرآنية ، التي هي برقيات رمزية خاصة بمهبط الوحي و «هي مفاتيح كنوز القرآن» لا نعرف منها معنى إلّا ما عرفه الله لنا أو أهلوها المعصومون عليهم السلام ، ابتداء برأس الزاوية الرسولية ، وانتهاء إلى الزاوية الأخيرة الرسالية.
لقد قيلت في «المص» أقوال ـ كما في غيرها ـ وغيلت أغوال ، لا تستند إلى ركن وثيق ، وإذا عنت فيما تعنيه معاني بحساب حروف الأعداد (٢) فليست فوضى جزاف أن يحسبها كلّ كما يحب ويهوى ، إنما
__________________
(١) الدر المنثور ٣ : ٦٧ ـ أخرج سمويه في فوائده عن زيد بن ثابت قال : كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقرأ في المغرب بطولي الطولين «المص» ، وعنه انه (صلى الله عليه وآله وسلم) قرأ في المغرب بالأعراف في الركعتين جميعا ، وأخرج البيهقي في سننه عن عائشة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قرأ سورة الأعراف في صلاة المغرب فرقها في ركعتين.
(٢) نور الثقلين ٢ : ١ في معاني الأخبار بسند أتى رجل من بني أمية ـ وكان زنديقا ـ جعفر بن محمد (عليه السّلام) فقال له : قول الله : «المص» أي شيء أراد بهذا وأي شيء فيه من الحلال والحرام ، وأي شيء مما ينتفع به الناس؟ قال : فاغتاظ من ذلك جعفر بن محمد (عليه السّلام) فقال : أمسك ويحك! الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون والصاد تسعون كم معك؟ فقال الرجل : مأة وإحدى وستون ، فقال له جعفر بن محمد (عليه السّلام) فإذا انقضت سنة إحدى وستين ومأة ينقضي ملك أصحابك ، قال : «نظر فلما انقضت إحدى وستون ومأة عاشورا دخل المسودة الكوفة وذهب ملكهم» أقول : هذا طرف من الطرف «المص» بحساب خاص وليس فوضى جزاف.
وعن تفسير القمي حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن محمد بن قيس عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال : إن حي بن أخطب وأبا ياسر بن أخطب ونفرا من اليهود من أهل نجران أتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا له : أليس تذكر أن فيما أنزل إليك «الم»؟ قال : بلى ، قالوا : أتاك بها جبرئيل من عند الله؟ قال : نعم ، قالوا لقد بعث الله أنبياء قبلك ما نعلم نبيا منهم ما مدة ملكه وما أكل أمته غيرك!