نوح إلى خاتم النبيين وإلى يوم الدين ، ثم (سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ) هم كل كفرة التاريخ الرسالي طول الزمان وعرض المكان.
و «سلام» هنا هو سلام في الإيمان أن يسلمهم الله عن اللّاإيمان «وبركات» هي بركات الإيمان معنوية ومادية ، ثم التمتيع لأمم كافرة من أنسالهم هو متعة الحياة المادية لفترة حياتهم الدنيوية (ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ).
«تلك» الإنباءات هي (مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ) حيث لا يعلمها إلّا الله ، لانقطاع التاريخ عنها ، وعجزه على حضوره عن تلقي الواقع كله وعرضه ، وإنما (نُوحِيها إِلَيْكَ) لتكون على خبرة منها فأهبة للتصبّر على أذى قومك اللدّ ولظاهم (ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا) الوحي «فاصبر» على ما يقولون ويفعلون من تكذيب وعناد ، فإن الحياة «العاقبة» لهذه الضيقة الملتوية ، هي «للمتقين» ف «العاقبة» تعم العاقبة الأولى لهذه الحياة والأخرى ، ومن الأولى الحياة الزاهرة الباهرة زمن القائم المهدي من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
سفينة نوح (ع) وأهل بيت محمد (ص) :
يروى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) متواترة قوله : «مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق ـ زخّ في النار ـ زجّ في النار» (١).
أضواء على قصة نوح :
١ (إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ) ترى وكيف يصبح الإنسان نفسه عملا غير
__________________
(١) تجد حديث السفينة في ملحقات إحقاق الحق ٩ : ٢٧٠ ـ ٢٩ و١٨ : ٢٨٤ ، ٣١١ ـ ٣٢٢ و٩ : ٢٨٩ ، ٢٩١ و١٨ : ٣١٩ و٤ : ١٤٩ ، ٤٨٢ و٥ : ٨٦ و٦ : ٤٤٧ و١٣ : ٧٥ ـ ٧٦ و١٨ : ٢٨٤ ، وفيه «نحن سفينة النجاة من تعلق بها نجى ومن حاد عنه هلك» ٩ : ٢٠٣ ، ٢٥٤.
أقول : في هذه الصفات تجد مئات من روايات السفينة بألفاظ مختلفة تتحد في أنهم (عليهم السلام) سفن النجاة.