صالح؟ فهل (إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ) فعلا لا مصدرا؟ وهو خلاف النص المتواتر المعتمد عليه! أم المرجع ل «إنه» هو نداء نوح؟ وهو ليس عملا ، بل هو قول! ، أم هو عمل غير صالح حيث عمل في ولادة غير صالح إذ كان من الزنا كما «فخانتاهما» في امرأة نوح وامرأة لوط ، وخيانة المرأة الفاتكة هي أن تجيء بولد من غير بعلها؟ و «ابنه ـ و ـ ابني» يثبتان أنه كان ابنه ، وولد الزنا لا ينسب إلى صاحب الفراش حيث يثبت أنه ولد الزنا ، ونساء الأنبياء لسن بخائنات جنسيا مهما خنّهم عقيديا وعمليا ، حيث النكاح بالزانيات (حُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) على طول الخط ، ومع الغض عن أي برهان لفظي فالدعارة في بيت النبوة مزرءة ضارية بهذه الكرامة.
ثم وكون الإنسان ولد الزنا ليس مما يحرمه الإيمان والرحمة الربانية ، كما وأن ولادته من الزنا ليس من عمله فكيف يحاسب به؟.
الحق (إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ) حيث كرّس كل أعماله لغير صالح فصدق عليه المصدر كأنه تجسّد عمل غير صالح ، كما وأن السؤال حول قصته (عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ) لساحة الرسالة.
وهنا سلبية أهلية ابن نوح من صلبه (عليه السلام) عنه ، مما يدل على أن الأهلية الصالحة هي صلاح العمل والعقيدة ، وليست النسب ليحسب بفضله فضيلة أم برذله رذيلة ، اللهم إلّا بانضمام فضيلة أو رذيلة مكتسبة فنور على نور أم ظلمه على ظلمة ، فإن «لمحسننا كفلان من الأجر ولمسيئنا ضعفان من العذاب (١) كما قال الله تعالى بحق نساء النبي
__________________
(١) نور الثقلين ٢ : ٣٦٩ في العيون باب قول الرضا (عليه السلام) لأخيه زيد بن موسى حين افتخر على من في مجلسه بإسناده إلى الحسن بن موسى الوشا البغدادي قال : كنت بخراسان مع علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في مجلس وزيد بن موسى حاضر قد أقبل على جماعة في المجلس يفتخر عليهم ويقول : نحن ، وأبو الحسن (عليه السلام) مقبل على قوم يحدثهم فسمع مقالة زيد فالتفت إليه فقال : يا زيد أغرك قول ناقل الكوفة : إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله تعالى ذريتها على النار والله ما ذاك إلا ـ