(صلى الله عليه وآله وسلم) : (يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَ .. يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً. وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً) (٣٣ : ٣١) وذلك قضية الموقف ، هنا انتسابا إلى بيت النبي الطاهر ، وفي غيره حسب الملابسات المقتضية لمضاعفة العذاب أو الرحمة.
إذا ف (أَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ) لا تعني إلّا أهلية النسب أم هو استثناء منقطع ، وهنا (لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) تعني أهلية الحسب ، ل (إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ) للنجاة مع أهلك الآهلين لها.
__________________
ـ للحسن والحسين (عليهما السلام) وولد بطنها خاصة ، وأما أن يكون موسى بن جعفر (عليهما السلام) يطيع الله ويصوم نهاره ويقوم ليله وتعصيه أنت ثم تجيئان يوم القيامة سواء ، لأنت أعز على الله عزّ وجلّ منه ، إن علي بن الحسين كان يقول : لمحسننا ... قال الحسن الوشا : ثم التفت إلي فقال : يا حسن كيف تقرءون هذه الآية (قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ)؟ فقلت : من الناس من يقرأ (إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ) ومنهم من يقرأ (إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ) فمن قرء أنه (عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ) نفاه عن أبيه ، فقال (عليه السلام) : كلا! لقد كان ابنه ولكن لما عصى الله عزّ وجلّ نفاه عن أبيه ، كذا من كان منا لم يطع الله عزّ وجلّ فليس منا وأنت إذا أطعت الله فأنت منا أهل البيت» وفيه عن ياسر أنه خرج زيد بن موسى بن جعفر (عليهما السلام) أخو أبي الحسن (عليه السلام) بالمدينة وأحرق وقتل وكان يسمى زيد النار فبعث إليه المأمون فأسر وحمل إلى المأمون فقال المأمون : اذهبوا به إلى أبي الحسن (عليه السلام) قال ياسر : فلما أدخل إليه قال له أبو الحسن الرضا (عليه السلام) يا زيد أغرك قول سفلة أهل الكوفة أن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار ، وذلك للحسن والحسين (عليهما السلام) خاصة ، إن كنت ترى أنك تعصي الله وتدخل الجنة وموسى بن جعفر أطاع الله ودخل الجنة فأنت إذا أكرم على الله من موسى بن جعفر (عليهما السلام) ، ما ينال أحد ما عند الله إلا بطاعته وزعمت انك تناله بمعصيته فبئس ما زعمت ، فقال له زيد : أنا أخوك وابن أبيك ، فقال له أبو الحسن (عليه السلام) أنت أخي ما أطعت الله عزّ وجلّ ، إن نوحا (عليه السلام) قال : (إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ) فقال الله عزّ وجلّ : (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ) فأخرجه الله من أن يكون من أهله بمعصيته.