أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً (٦٣) قالَ ذلِكَ ما كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً)(٦٤).
الحوت هو السمك العظيم ، والسرب هو المنحدر المسبّل ذهابا مخيرا ، لا سقوطا أو انقفازا مسيّرا ، أترى أن حوتهما الغذاء أخذاه من مجمع بينهما؟ و (نَسِيا حُوتَهُما) عند بلوغ المجمع! فقد كان معهما قبل بلوغه! أو أنه كان حيا معهما في سفرتهما ليطبخاه إذا جاعا؟ ولزامه ان يأخذا معهما ماء بقدر يكفيه بقية الحياة ، وهذا غريب في سفرة كهذه النصب ، حملا لكثير الماء ليعيش فيه الحوت : السمك العظيم ولماذا هذا التعب الشعب نصبا على نصب؟!
وتهما هذا كان غداءهما فليكن مطبوخا جاهزا لغذائهما حيث السفرة لا تسمح للطبخة ولا سيما تلك الساذجة الناصبة ، فقد كان ميتا مطبوخا وكما في حديث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) (١)
ثم (وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً) تصريحة بحياته ، فلتكن بعد موته ، إذ لا عجب الحيوان البحر أن يتخذ سبيله في البحر سربا منحدرا إليه ، بل وتركه عجب (٢).
__________________
(١ ، ٢). اتفقت الأحاديث التي تنقل القصة ان الحوت حيي عند الصخرة واتخذ سبيله في البحر سربا وعجبا ، ولكنه تختلف في انه كان مشويا او مملوحا وفي مرسلة القمي وروايات الشيخين والنسائي والترمذي وغيرهم انه كانت عند الصخرة عين الحياة وفي رواية مسلم ان الماء كان ماء الحياة من شرب منه خلّد ولا يقاربه شيء ميت الا حيى فلما نزلا ومس الحوت الماء حيي ، وفي بعضها ان فتى موسى توضأ من الماء فقطرت منه قطرة على الحوت فحيى ، وفي ثالث انه شرب منه الفتى ولم يكن له ذلك فأخذه الخضر وطابقه في سفينة وتركها في البحر فهو بين أمواجها حتى تقوم الساعة ، وفي رابع انه كانت عند الصخرة عين الحياة التي كان يشرب منها الخضر ثم الباقية خالية من ذكرها ـ
ثم في رواية الاحتجاج وغيرها ان الحوت سقط في البحر فاتخذ سبيله في البحر سربا ـ