اليهود والنصارى من كرامتها ونسبتها الى غير اللائق بحرمتها ، فكان من الواجب الرسالي في الوحي الأخير ذكرها في مذكرات شأنها بعصمتها وطهارتها ، كما وفي سائر القرآن مذكرات لعصم المرسلين حيث تعرضت في محرفات من كتابات الوحي لما لا يليق بساحة الرسالة ولا الايمان بل ولا أي إنسان! وآي الذكر الحكيم عاصمة عصم الوحي ، كما هي عاصمة الرسالة والوحي.
* * *
(كهيعص)(١).
إنها الفريدة في الحروف المقطعة القرآنية في العدد التركيبي ، ففي الشورى (حم عسق) خمسة في تركيبين اثنين ، وهنا خمسة في تركيب واحد ، ثم لا خمسة في سائر القرآن ، والمتبع من قراءتها هي المتواترة في كتب القرآن «كاف ـ ها ـ يا ـ عين ـ صاد» دون سائر القراآت (١).
ولا بد هنا من رباط بينها ومغزى السورة ، كما في سائر الحروف المقطعة مهما كانت هنالك إشارات أخرى لا تحويها السورة ، فإنها مفاتيح كنوز القرآن وبرقيات رمزية إلى نبي القرآن!
روايات من الفريقين تدلنا أنها حروف من أسماء الله على اختلافها في
__________________
(١) من كسر الهاء وفتح الياء وهي قراءة أبي عمرو وابن مبادر او (مناذر) والقطعي عن أيوب ومن عكسها وهي قراءة حمزة والأعمش وطلحة والضحاك عن عاصم ، ومن امالتهما كسرا فيهما وهي قراءة الكسائي والمفضل ويحيى عن عاصم والوليد بن اسلم عن ابن عامر والزهري وابن جرير ، ومن ضم الهاء وفتح الياء وهي قراءة الحسن ويروى عنه عكسها ايضا وروى صاحب الكشاف عنه ضمها ، واشمامهما شيئا من الضمة (تفسير الفخر الرازي ج ٢١ : ٧٨)