السلام) ويحيى ، و (كهيعص) هي (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) وقد تعنيهما هذه الخمس فيما تعنيه من إشارات ، ما وصلتنا منها إلا هذه وتلك.
وماذا يمنع أن تكون هذه أسماء لله او حروفا من أسماء لله ، وبضمنها إشارات اخرى منها رزية الحسين (عليه السلام) وهو اسم من أسماء الله وقد حقق كفاية الكافي وهدايته وعمله وصدقه ويده وولايته في جهاده وجهوده ، وهو صنو عظيم من يحيى بن زكريا في (لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا) وفي استشهاده اما ذا من امره المرير.
(ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (٢) إِذْ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا)(٣).
__________________
ـ البهرة فقال ذات يوم : إلهي ما بالي إذا ذكرت أربعا منهم (عليهم السلام) تسليت بأسمائهم من همومي وإذا ذكرت الحسين (عليه السلام) تدمع عيني وتثور زفرتي؟ فأنبأه تبارك وتعالى عن قصته فقال : (كهيعص) فالكاف اسم كربلاء والهاء هلاك العترة. والياء يزيد لعنه الله وهو ظالم الحسين (عليه السلام) والعين عطشه والصاد صبره ، فلما سمع بذلك زكريا (عليه السلام) لم يفارق مسجده ثلاثة ايام ومنع فيها الناس من الدخول عليه واقبل على البكاء والنحيب وكانت ندبته : الهي أتفجع خير خلقك بولده؟ أتنزل بلوى هذه الرزية بفناءه؟ أتلبس عليا وفاطمة ثياب هذه المصيبة الهي أتحل كربة هذه الفجيعة بساحتهما؟ ثم كان يقول : الهي ارزقني ولدا تقر به عيني عند الكبر ، واجعله وارثا ووصيا واجعل محله مني محل الحسين (عليه السلام) فإذا رزقتنيه فافتني بحبه وافجعني به كما تفجع محمدا حبيبك (ص) بولده ، فرزقه الله يحيى (ع) وفجعه به وكان حمل يحيى ستة أشهر وحمل الحسين (عليه السلام) كذلك.
وفي مناقب ابن شهر آشوب عن إسحاق الاحمري عن الحجة القائم (عليه السلام) مثله سواء.
أقول : لا غرو ان ذلك الترتيب اسم واحد او اسماء من الله تعالى تحمل في حروفها إشارات الى ضحية الله وثأره.