(وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا)(١).
أترى ان ذلك الحكم ـ فقط ـ هو الفهم والعبادة من دون وحي ونبوة؟ وله نظائر من الصبيان علما وعملا! وهكذا حكم ليس لزامه أخذ الكتاب بقوة ، حيث البالغ المؤمن العادل يأخذ كتاب الشرعة بقوة ودون قوة ويحيى كان نبيا دونما ريبة!
أم إنه النبوة وقد عطفت بالكتاب في آيات عدة (٢) تجمع بين الكتاب والحكم والنبوة ، مما يدل على أن الحكم ليس لزامه النبوة ، ١ فقد يؤتى الكتاب دون حكم ولا وحي ولا نبوة ، كالمرسل إليهم بكتاب الشرعة ، ٢ او يؤتى كتابا بوحي الرسالة بحكم الولاية الشرعية كسائر المرسلين ٣ ام وحكم الملك كداود وسليمان (عليهما السلام) ٤ او يضاف الى وحي الرسالة بحكميها أو أحدهما النبوة وهي الرفعة في الرسالة ، ٥ أو يؤتى حكم الولاية الشرعية دون وحي كسائر ولات الشرع ، ٦ او ولاية الملك فقط على غرار الشرعة دون وحي ولا ولاية شرعية كما لطالوت الملك!
فالحكم ـ أيا كان ـ كائن في الخمسة الاخيرة فليس لزامه خصوص وحي الرسالة فضلا عن النبوة!
__________________
(١) المصدر (٣٦١) اخرج الحاكم في تاريخه من طريق سهل بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) : ...
(٢) «ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ .. (٣ : ٧٩) «أُولئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ» (٦ : ٨٩) «وَلَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ» (٤٥ : ١٦) «فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً» (٤ : ٥٤).