كهلا (وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ) (٣ : ٤٦) فلم يكلم الناس كرسول بين مهده وكهله!
هذا ، ومن أئمتنا المعصومين من بلغ الامامة والولاية الكبرى الاسلامية قبل أشده إلا شدا في عقله كالإمام محمد بن الحسن المهدي عجل الله تعالى فرجه حيث تقلد إمامة الأمة في الخامسة من عمره الشريف ، ثم جواد الائمة (عليهم السلام) في الثامنة او التاسعة من عمره (١).
__________________
(١) المصدر ح ٣٢ ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط قال : رأيت أبا جعفر (عليه السلام) وقد خرج عليّ فأجدت النظر اليه وجعلت انظر الى رأسه ورجليه لأصف قامته لأصحابنا بمصر فبينا انا كذلك حتى قعد فقال يا علي : ان الله احتج في الامامة بمثل ما احتج به في النبوة فقال : وآتيناه الحكم صبيا ولما بلغ اشده وبلغ أربعين سنة» فقد يجوز ان يؤتى الحكمة وهو صبي ويجوز ان يؤتى الحكمة وهو ابن أربعين سنة» أقول : الآية الثانية غير مرتبطة بالنبوة فان بدايتها (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً .. حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ ..) الى قوله : (إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) فانها ليست فيها اشارة الى النبوة اللهم الا الايمان الإسلام وهو أعم ، ثم الآية الاولى ليس فيها الا الحكم وهو كما قسمناه لا يخص حكم النبوة ، إذا فهذه الرواية مؤولة او مطروحة مردودة الى من نسبها الى الامام (عليه السلام).
وفيه (٣٥) عن المناقب محمد بن إسحاق بالإسناد جاء ابو سفيان الى علي (عليه السلام) فقال : يا أبا الحسن جئتك في حاجة قال : وفيم جئتني؟ قال : تمشي معي الى ابن عمك محمد فنسأله ان يعقد لنا عقدا ويكتب لنا كتابا فقال : يا أبا سفيان لقد عقد لك رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عقدا لا يرجع عنه ابدا وكانت فاطمة (عليها السلام) من وراء الستر والحسن يدرج بين يديها وهو طفل من أبناء اربعة عشر شهرا فقال لها : يا بنت محمد قولي لهذا الطفل يكلم لي جده فيسود بكلامه العرب والعجم فأقبل الحسن الى أبي سفيان وضرب احدى يديه على انفه والاخرى على لحيته ثم أنطقه الله عز وجل بأن قال : يا أبا سفيان قل : لا اله الا الله محمد رسول الله ـ