(فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ) (٣٧).
اختلفوا في كل من هذه البنود الثمانية ، في ـ ١ ـ عبوديته ـ ٢ ـ وكتابه ـ ٣ ـ ونبوته ـ ٤ ـ وبركته ـ ٥ ـ وصلاته وزكاته ـ ٦ ـ وبره بوالدته ٧ ـ وان لم يكن جبارا شقيا! ـ ٨ ـ والسلام عليه.
ففي كونه عبدا وهو أهم كونه اختلفوا من بينهم بين مثلثين (١) ومريميين ثنوية (٢) او مثلثين (٣) ومؤلهي المسيح كإله واحد (٤) ، غضا عن الوهية الله وموحدين حقيقيين وقليل ما هم (٥) وكما اختلفوا في ولادته وحياته وموته ، وفي كتابه وشريعته أما ذا من كيانه وامه!.
__________________
ـ للرضا (عليه السلام) قد كنا نسألك قبل ان يهب الله لك أبا جعفر فكنت تقول : يهب الله لي غلاما ، فقد وهب الله لك فقر عيوننا فلا أرانا الله يومك فان كان كون فالى متى؟ فاشار بيده الى أبي جعفر (عليه السلام) وهو قائم بين يديه فقلت : جعلت فداك هذا ابن ثلاث سنين! قال : وما يضره من ذلك شيء قد قام عيسى (عليه السلام) بالحجة وهو ابن ثلاث سنين وفي نقل آخر عنه (عليه السلام): ان الله تبارك وتعالى بعث عيسى ابن مريم رسولا نبيا صاحب شريعة مبتدأة في أصغر من السن الذي فيه ابو جعفر (عليه السلام).
أقول : الرسالة الفعلية للمسيح (عليه السلام) منذ ثلاث من عمره لا يصدقها تاريخ رسالته ولا القرآن ، بل و «كهلا» في آيتيه لعله يعارضها ، اضافة الى الحديث السابق حيث بدء رسالته من السبع ، فلا يصدق من هذه الروايات الا ما يصدقه القرآن او لا يكذبه والله اعلم.
(١) «إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللهُ إِلهٌ واحِدٌ سُبْحانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً» (٤ : ١٧١).
(٢) «وَإِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ ...» (٥ : ١١٦).