لأهل الجنة تماما ، ولأهل النار ما داموا هم في النار.
(إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها وَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ)(٤٠).
تأكيدات اربع «ان ـ نا ـ نحن ـ نرث» تدليلا صارما على وراثة الأرض ومن عليها لله الواحد القهار ، ومن ثم (وَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ).
انه لا وارث لله من ولد يتخذه مسيحا ام سواه ، بل هو الوارث للأرض
__________________
ـ ومسلم والترمذي والنسائي وابو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حيان وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): إذا دخل اهل الجنة الجنة واهل النار النار يجاء بالموت كأنه كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار فيقال : يا اهل الجنة! هل تعرفون هذا؟ فيشرفون وينظرون ويقولون : نعم هذا الموت وكلهم قد رآه ثم يقال يا اهل النار هل تعرفون هذا فيشرفون وينظرون ويقولون نعم هذا الموت وكلهم قد رآه فيؤمر به فيذبح فيقال يا اهل الجنة خلود فلا موت ويا اهل النار خلود فلا موت ثم قرأ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ) وأشار بيده وقال : اهل الدنيا في غفلة» وفي تفسير القمي ابو ولاد الحناط عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : سئل عن قوله (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ) قال : ـ وذكر مثله الى قوله : ثم يقال : يا اهل الجنة خلود فلا موت ابدا ويا اهل النار خلود فلا موت ابدا وهو قوله عز وجل : (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ) اي : قضي على اهل الجنة بالخلود فيها وقضي على اهل النار بالخلود فيها.
أقول : يختلف الخلودان والأبدان في الخلودين في الحديثين ، فالخالدون في الجنة لا يموتون ابدا فانها (عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) والخالدون في النار منهم من يخرج الى الجنة فلا يموت كسائر اهل الجنة ، ومنهم من يظل في النار ما دامت النار فلا موت إذا في النار ، واما الفناء بفناء النار فلا ينافي الخلود ولا أبده في النار ، فأبد الخلود في النار يقدر بقدر ابد النار كما الجنة بالجنة ـ راجع ج ٣٠ تفسير قوله تعالى (لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً) وسورة الاسراء من هذا التفسير ففيه بحث فصل حول الخالدين في النار.