ام رجال؟ ثم ولا اثر هنا عن مشاغلهم ومناصبهم (١). إلا أنهم فتية الايمان والقيام.
(آمَنُوا بِرَبِّهِمْ) في قلوبهم بصرامة وصراحة.
٣ (وَزِدْناهُمْ هُدىً) كما هي سنة الله : (وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً) ٤
(وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ) رباطا يحجزهم عن الشتات ، تثبيتا لأقدامهم في هذا القيام والإقدام (وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ) (٨ : ١١) مزيدا للإيمان : (إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (٢٨ : ١٠).
فالربط هو الشد بالرباط كربط الأسير : شده بالحبل والقدّ ، ف «ربطنا» هنا يعني شددنا على قلوبهم كما تشد الأوعية بالأوكية فتنضم على مكنونها ، ويؤمن التبدّد على ما استودع فيها ، شددنا عليها لكيلا تنحل معاقد اصطبارها وتهفو عزائم جلدها ، ولماذا (رَبَطْنا عَلى) وهي متعدية بنفسها؟ لأن ربط القلوب وهو رفع التمزق والتقلب في معترك الأحوال ، لا يكفي استقامة ناصعة ، فليربط على قلوبهم سكينة من ربهم بعد ربطها ، ولكي يقوموا في معركتهم الصاخبة ضد الطاغوت ومتطلباته ، لا فحسب ان يظلوا على عقيدة التوحيد قاعدين فيها دون قائمين ..
فكما سألوا الله (آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً) تعني رحمة خاصة بعد رحمتي الهدى وزيادتها ، فالله ربط على قلوبهم بهذه الرحمة اللدنيّة ولكي يقوموا :
__________________
(١) في بعض الروايات ان الفتية كانوا من أولاد الملوك ، وفي اخرى من أولاد الاشراف وفي ثالثة : من أولاد العلماء وفي رابعة انهم كانوا حماميين يعملون في بعض حمامات المدينة وفي خامسة انهم كانوا من وزراء الملك يستشيرهم في أموره وفي سادسة انهم سبعة سابعهم كان راعي غنم لحق بهم هو وكلبه في الطريق.