مطروح إذ لا توافق الكتاب ، ام وتخالفه.
(هؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً. لَوْ لا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) ١٥
«هؤلاء» المناكيد الأوغاد «قومنا» الذين نعاشرهم (اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ) دون رب السماوات والأرض «آلهة» : طواغيت وسواهم من ملائكة او جن او انسان (لَوْ لا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطانٍ بَيِّنٍ)؟ قضية القاعدة العقلية ان كل دعوى بحاجة ضرورية الى برهان عليها وسلطان يقنع العقول غير المدخولة أيا كان ، وكلما ازداد المدعي محتدا ومكانة يزداد السلطان عليه بيانا وبرهانا ، فدعوى الألوهية بحاجة الى «سلطان بين» وليس عندهم اي سلطان على آلهتهم فضلا عن «بين» وكفاهم كذبا وظلما على الحق (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً)؟
إن قيامهم في مقالة التثبيت للتوحيد والتنديد الشديد بكل جبار عنيد ، كل ذلك كان جهارا وبين الجماهير قبل انعزالهم عنهم ، فقرروا بينهم قرارهم لما بعد انعزالهم :
__________________
ـ حالتهم قبل قيامهم وبعده وهم فيها كانوا موحدين ، وقد يدل عليه ما رواه العياشي عن عبيد الله بن يحيى عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه ذكر اصحاب الكهف فقال : لو كلفكم قومكم ما كلّفهم قومهم؟ فقيل له : وما كلفهم قومهم؟ فقال : كلفوهم الشرك بالله العظيم فأظهروا لهم الشرك وأسروا الايمان حتى جاءهم الفرج ـ وقد يعني من فرجهم قيامهم بتوحيدهم جهادا.
وفي بعض الروايات انهم أظهروا المخالفة وعلم بها الملك قبل الخروج ، رغم البعض الآخر انه لم يعلم الا بعد خروجهم ، وفي ثالث انهم تواطئوا على الخروج فخرجوا وفي رابع انهم خرجوا على غير تعارف وعلى غير ميعاد ثم تعارفوا وأنفقوا خارج البلد ، وفي خامس ان راعي غنم لحق بهم وهو سابعهم وفي بعضها انه لم يتبعهم وتبعهم كلبه وسار معهم.