(لا تَقُولَنَ .. إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ ..) : ربطا لمشيئتك بمشية الله ، وأنت أيا كنت وفي اي موقف لا تملك إنفاذ مشيئتك المعلومة عندك إلا بسناد مشيئة من الله الغائبة عنك ف (لا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ)!.
في أفعالك الاختيارية لست مفوّضا تستقل في ارادتك دونما رادع او مؤيد من الله ، ولا مجبورا يستقل ربك في ارادتك فأنت كصورة الفاعل والله هو الفاعل! ف «لا جبر ولا تفويض بل امر بين أمرين» ف (لا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً) ام حالا أما ذا ، (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ).
أنت في حاضر مشيئتك وقوتك وارادتك غائب عن حول الله وقوته ، لا تدري اهو مؤيدك فيها ام رادعك عنها ف (لا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً)!
أنت لا تستقل بنفسك إغماضا عن ربك ولا تستقل نفسك فيما تريد كأنك لا حول لك ولا قوة اتكالا «فاشلا على ربك كأن الفاعل هو ربك دونك أنت ، وانما أنت في حولك وقدرتك عوان بين ذلك ، تكرس طاقاتك كلها فيما تعنيه وهو مرضي لربك توكلا لا اتكالا. فلا تحس بالتبطر والغرور وأنت مفلح ناجح ، ولا تستشعر القنوط وأنت فاشل مخفق ، فإنما عليك تجنيد ما عندك من طاقات وامكانيات فيما يرضي ربك وفي حالك ومقالك وأفعالك (إِنْ شاءَ اللهُ) ف (لا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ)!.
ليستشعر قلبك معنى (إِنْ شاءَ اللهُ) وليلفظ لسانك قول (إِنْ شاءَ اللهُ) ولتتّسم افعالك بسمة (إِنْ شاءَ اللهُ) ف (ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ)!
لا يملك المخلوق أيا كان لنفسه نفعا ولا ضرا باستقلال إلا ما شاء الله