من وحيه إلا كلماته الأخيرة القرآن المبين ، فهنالك الله وهنا كتاب الله ثم لا سواه ولا سواه.
هنا (لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ) في استغراق نفي التبديل يجعل من القرآن كتابا لا نسخ له ولا تحريف ، إذا فهو كتاب الزمن وخاتمة الوحي لا كتاب بعده ما طلعت شمس وغربت!
ومن ثم (وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً) تحيل ملتحدا من دون القرآن كما تحيله من دون الله ، ضربا الى أعماق الزمن ما بقي الدهر ، فمهما غاب شخص الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) لا تغب رسالته القرآنية وإذا الرسول وهو اوّل العابدين «لن تجد ..» فغيره أحرى ان «لن يجد» ف «لن تجد» وإن كان خطابا لشخص الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) ولكنه بإحالة «لن» واوّل العابدين في «تجد» يطوي كل زمان ومكان وكل إنس وجان حتى القيامة الكبرى. فتحيل أي ملتحد طول الزمان وعرض المكان سوى القرآن كما آله القرآن!.
(وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً)(٣٥).
ولماذا «ثلاثمائة» دون اضافة وبتمييز جمع «سنين» خلاف القاعدة المطردة من اضافتهما الى مفرد؟
الآن «سنين» نزلت بعد «ثلاثمائة» حين سئل الرسول : أياما او شهورا او سنين؟ (١) ونزولها دون سنين إهمالها في إجمال تبعد عنه ساحة القرآن البيان!
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ٢١٨ اخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن الضحاك قال : نزلت هذه الآية (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ ..) قيل يا رسول الله (صلّى ـ