وإبلاغا وتطبيقا ، (وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ ..) لا ما أوحاه عقلك امّن سواك ، وانما (مِنْ كِتابِ رَبِّكَ) القرآن العظيم ، دون ان تبخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ، أو أن تستعجل وحي ربك فتعدهم الجواب ناسيا (إِنْ شاءَ اللهُ) ودون الالتحاد الى اي وحي او استفتاء او استيحاء ، وإنما (ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ) فحسبك ربك وكتاب ربك إذ (لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ) : ربك ولا كتابه (وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ) : ربك ولا كتابة «ملتحدا»
فهما وصفان متلاحمان «لربك» و (كِتابِ رَبِّكَ) : (لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ) والقرآن أفضل كلماته ، (وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً) وملتحده الموحى إليك هو قرآنه كما هو تعالى ملتحدك في كلما تحتاجه ، ملتحد تكوينا وملتحد تشريعا لا مبدل لهما!
فكلماته التشريعية التدوينية ككل لا مبدل لها من غيره تعالى نسخا إلا تحريفا في غير القرآن : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) وكلماته الأخيرة القرآن ، لا مبدل لها إطلاقا إذ تمت (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (٦ : ١١٥) لا مبدلا من غير الله تحريفا وتجديفا ، مهما كان لغير القرآن تحريف وتجديف ، ولا مبدلا إلهيا نسخا وتبديلا كشرعة تنسخ وتتبدل ، فالقرآن كما كان وكما هو الآن قائم مر الدهور والأعوام الى يوم القيام لا نسخ فيه ولا تحريف يعتريه دون سواه من كلمات الله وكتاباته.
و «ملتحدا» : متمايلا يجير إليه ، أولا هو الله لاي ملتحد وعلى أية حال إجارة وجوارا : (قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً ، إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللهِ وَرِسالاتِهِ ..) (٧٢ : ٢٢) ومن ثم لن أجد ملتحدا