وجهه (١) مشويّا ، حرقا من حرارته وحرقا من ثخونته ، او فضة مذابة وهي أحر وأحرى ان تشوي الوجوه (٢)!.
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً (٣٠) أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ نِعْمَ الثَّوابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً)(٣١).
(أَحْسَنَ عَمَلاً) لا فقط ايمانا ، وإنما عمل الايمان ، حيث ينبثق العمل من الإيمان ، لا ايمانا دون عمل ، ولا عملا دون إيمان ، وإحسان العمل هو أن يعمل الصالحات : التي تصلح انبثاقا من الايمان ، وتصلح لساحة الربوبية قولا بعمل ، وقولا وعملا بنية ، وقولا وعملا ونيته بإصابة السنة!
لا ضياع هناك في حساب الله لا ايمانا : (وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) (٣ : ١٤٣) ولا عملا (إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً) ولا إحسانا أيا كان في عمل ام ايمان (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) (١٢ : ٩٠).
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ٢٢٠ ـ اخرج احمد وعبد بن حميد والترمذي وابو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أبي سعيد الخدري عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) في قوله (بِماءٍ كَالْمُهْلِ) قال : كعكر الزيت وفي تفسير القمي قال ابو عبد الله (عليه السلام) المهل الذي يبقى في اصل الزيت المغلي.
(٢) فلعل التشبيه بعكر الزيت لأنه المشهود لهم دون الفضة المذابة ، ووجه التشبيه هو الثخونة بحرارة وان كانت اكثر من الدردي بكثير ، بل ومن الفضة المذابة ايضا.
وفي الدر المنثور ٤ : ٢٢١ اخرج جماعة عن ابن مسعود انه سئل عن المهل فدعا بذهب وفضة فإذا به فلما ذاب قال : هذا أشبه شيء بالمهل الذي هو شراب اهل النار.