الَّذِينَ آمَنُوا إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٤) وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (٥٥) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٥٦) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ)(٥٧)
(إِنَّ اللهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) ٣٨.
إعلام صارخ في هذه الاذاعة القرآنية يطمئن الذين آمنوا في حياة المعارضة الدائبة بين كتلتي الكفر والايمان (إِنَّ اللهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا) فليدافعوا هم عن ايمانهم صامدين ، دون تزعزع ولا تلكع في تلكم العقبات والعقوبات ودوائر السوء المتربصة بهم ، حيث الله هو الدافع عنهم ما لا يستطيعون ، وهو القائم بأمرهم ما لا يقدرون ، شرط ان يوفوا بشرائط الايمان ، ويقدموا أشراطه جاهرين متجاسرين امام الكفر الطاغي أيا كان (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) وهو لا يدافع إلّا عمن يحب ، ثم يذر من لا يحب في طغيانهم يعمهون ، ويكلهم إلى أنفسهم (وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ).
وليست هذه المدافعة الربانية ـ فقط ـ كما يزعمه البطّالون ان شرعة الله هي لله فهو الذي يدافع عنها ، والمؤمنون بالله هم أهل الله ، فهو الذي