(مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ) وهما هنا مرسلان (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ) ذلك دليل افتراقهما في بعض الشؤون مع الاشتراك في اصل الرسالة ، وذكر «نبي» بعد «رسول» مما يجعله في قمة أعلى من اصل الرسالة وكما في آيات عدة : (وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا) (١٩ : ٥١ و ٥٤) في موسى وإسماعيل ، و (الرَّسُولَ النَّبِيَّ) (٧ : ١٥٨) في محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
ولو كان كل رسول نبيا لكان ذكر «نبيا» بعد «رسولا» زائدا بائدا ، إلا ان تكون النبوة مرحلة راقية من الرسالة وكما تلوح من آياتها.
وعل الروايات المعاكسة بينهما تعني النبوءة من النبإ ، دون النبوّة من النّبوة والرفعة : «نبي منبئ في نفسه لا يعدو غيره ..» وحين يخاطب يا نبيء الله يرده قائلا : لست انا نبيء الله ، انا نبي الله.
إذا ف (مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ) يحلّق على كل اصحاب الرسالات بدرجاتهم ، من مرسل دون كتاب او بكتاب ، من رسالة هامشية بكتابها كغير اولي العزم ام رسالة اصلية كهؤلاء الذين دارت عليهم الرحا وهم اصول النبوات وقواعد الرسالات.
إذا ف «إذا تمنى» تشملهم كلهم في التمنيات الرسالية ، التي تحصل أحيانا منها دون كل ادوارها لمكان «إذا».
ثم التمني هو تقدير وجود المحبوب ، وصورته قبل حصوله عند المتمني هي أمنيته وأصله المني : التقدير ، وتمنيات الرسل هي بطبيعة الحال التمنيات الرسالية تقوية لها وتطبيقا بعد حصولها ، وتلك التمنيات بما هي مصحوبة بمحاولات لتحققها تعرقل في مسيرها ومصيرها بإلقاءات الشيطان من جن وانسان ، وكما تعرقل أصل الرسالات منذ بزوغها ، وكلما ازدادت انتشارا وتقبلا وازدهارا ازدادت ضدها العرقلات (فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي