اللاايمان في ثناياها وهي في سبيل اللهو وزخرفة هذه الأدنى (وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) إذا هم مضحّون في سبيله ، فعليهم الحركة وعلى الله البركة وهم منتصرون قاتلين ومقتولين.
إذا فالمدافعة الربانية عن الذين آمنوا انما تتم عن طريقهم هم أنفسهم ، دون لقية تهبط عليهم من السماء بلا عناء إلّا الدعاء.
انها حين تذوب الغايات والحميات وإبداء الشجاعات ثم ليس كيانهم الدفاعي إلا «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله» (١) فالمقاتلون المظلومون هم :
(الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) ٤٠.
ف (أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ) ذلك تصوير لغاية الظلم ، وهم قبل الإخراج كانوا في العهد المكي في كل إحراج وارتجاج في كل متطلبات الحياة ، فقد أحرجوهم حتى أخرجوهم مرة إلى الحبشة واخرى إلى المدينة المنورة.
فالآن وقد ظلموا من قبل حتى اخرجوا ثم ظلموا من بعد أن قوتلوا ، اذن لهم بدفاع صارم ، حيث الصبر على الظلم مع امكانية الدفاع ، هو ضيم وظلم على ظلم ، ظلم بالعقيدة وظلم بالمعتقدين وظلم بالآخرين حيث يعبّد عليهم طريق الظلم ف «لا يكون مأذونا له في القتال حتى يكون
__________________
(١) رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين انه سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الرجل يقاتل حمية والرجل يقاتل شجاعة والرجل يقاتل ليرى فأيها في سبيل الله فقال : ...