يحجون وهم مشركون فكانوا يسمونهم حنفاء الحجاج فنزلت هذه التلحيقة (غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ)(١) إذ ليست الحنافة لفظة تقال ، الا رفضا لكل ما سوى الله.
وهكذا نجد في آيات عدة نفي الإشراك بالله بعد الحنافة لله تأكيدا في حق المعني منه:
(وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (١٠ : ١٠٥) (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (١٦ : ١٢٠).
(ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) ٣٢.
(شَعائِرَ اللهِ) وما ادراك ما هي شعائر الله؟ ان الحج بكل نسكه شعائر الله ، اذاعة عالمية تبين الإسلام الحركي السياسي للعالمين ، مهما كانت هذه الشعائر درجات : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ) (٢ : ١٥٨) أفلا يكون ـ إذا ـ الطواف بالبيت من شعائر الله ، وإن سبقه على (شَعائِرَ اللهِ) هنا قد يجعله كأنه كل شعائر الله ، ام هو المحور الأصيل فيها ، كما (وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللهِ)(٣٦) وهي على هامش شعيرة الطواف!
بل والشهر الحرام وهو مسرح هذه الشعائر هو ايضا من شعائر الله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ ..) (٥ : ٢).
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ٣٥٩ ـ اخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية قال ...