انما انا رسول وليس لي من الأمر شيء! ممحّض كياني بالنسبة للكل اني نذير ، ثم للمهتدين بشير ، ومن بشارتي ونذارتي :
(فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)(٥٠).
(وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ)(٥١).
(لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) من الله عما اخطأوا (وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) وهو جنة النعيم (وَالَّذِينَ سَعَوْا) مسرعين (فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ) يصارعونها سراعا لإبطالها بكل سرعة (أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ).
(وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) ٥٢.
هذه الآية من معارك الآراء بين المفسرين المسلمين وسواهم من مستشرقين طاغين بها وباضرابها من متشابهات في ذلك الدين المتين ورسوله النبي الأمين ، فقد أثاروا حولها عجاجة من القيلات التي هي ويلات على هذه الرسالة السامية وعلى كل الرسالات ، وسانده جماعة من المسمّين مسلمين ظاهرين بمظاهر المفسرين والمحدثين (١) حيث تناقلوا مختلقات وثنيات ، ام إسرائيليات وكنسيات جهلا او تجاهلا ، قصورا او تقصيرا بحق القرآن العظيم.
ولو ان هذه الفرية الجاهلة القاحلة على هذا الرسول (صلى الله عليه
__________________
(١) لقد أحدث رواة من الفريقين احدوثة كاذبة حول الآية ، فرواة من العامة تناقلوا حديث الغرانيق ، وآخرون من الشيعة تناقلوا حديث «محدث» في الآية كأنها ساقطة عنها ، والكل محجوجون بالقرآن والسنة.