تهدّدنا بالسقوط لولا رأفته تعالى بنا ورحمته (إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ).
فيا ويلاه لولا رأفة الله ورحمته بنا ، وهنالك بليارات من السواقط السماوية تهدفنا ، من نيازك نارية تهدف الشياطين ، ومن أحجار تهدف أرضنا ، ولكن الله لا يأذن لها ان تقع على الأرض ، إلا باذنه يوم الطامة الكبرى ، ام طرف ضئيل من ذوق العذاب قبلها!.
(وَهُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ) ٦٦.
(وَهُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ) في هذه الدنيا «ثم يميتكم» عنها فتظلون احياء بالحياة البرزخية «ثم يحييكم» للحياة الاخرى بعد النفخة الاولى المميتة عن الحياة البرزخية : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ) وكل من هذه وما سخر لنا مما في الأرض ، والفلك تجري ويمسك السماء ، كلها نعم تتطلب الشكر ، و (إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ) علميا حين يتجاهل هذه النعم ، وعقيديا حين ينكرها ، وعمليا حين لا يصرفها في مرضات الله تعالى.
(لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ) ٦٧.
المنسك كما أسلفناه هو منسك الحج ومنه الذبح (١) ام هو كل عبادة
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ٣٦٩ ـ اخرج احمد والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن علي بن الحسين عليهما السلام : لكل امة جعلنا منسكا هم ناكسوه قال : ذبحا هم ذابحوه حدثني ابو رافع ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا ضحى اشترى كبشين سمينين أملحين اقرنين فإذا خطب وصلى ذبح أحدهما ثم يقول : اللهم هذا عن امتي جميعا من شهد لك بالتوحيد ولي بالبلاغ ثم أتى بالآخر فذبحه وقال : ـ