يشهدن الفجر مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم يرجعن متلفعات بمروطهن ما يعرفن من الغلس» (١).
ولو كان خروجهن ممنوعا لما امرن بالحجاب ، فانه سترة عن الرجال الأجانب ، والآية تنهى عن التبرج بعد الأمر بقرارهن في بيوتهن ، فليس خروجهن غير متبرجات تحت النهي ولا تحت الأمر ، فهو إذا مسموح كفرع يستثنى عن اصل قرارهن في بيوتهن لراجح او واجب ام مباح!.
هنالك المنعة عن تبرج الجاهلية الاولى ، مما تلمح بتبرجة اخرى (٢) ام تبرجات ثانية وثالثة اماهيه؟ وكما نعيش اليوم أبشع التبرجات النسائية في بلاد متخلفة عن شرعة الله ، لا يسترن إلّا عوراتهن ولو كانت جميلة ما سترنها ، وقد يتبرجن فيها جلية اكثر لمتاع الجنس وعند ذلك الطامة الكبرى! وجاهلية القرن العشرين من أبشع الجاهليات التي تمر فيها البشرية وعاشتها حتى الآن!
أنت يا ريحانة ماذا تعنين من التبرج ، تظهرين مفاتنك ، وتجملين بدنك وتتغنجين في صوتك وحركاتك ، وتلبسين ما يجلب انظار تجار الجنس وبغاته ، فهل أنت متاع تعرّضين نفسك للشراء ، ام حيوانة شهوة تبغين البغاء وتفتشين عن زبائن ، تعملين من نفسك برجا يقصد وعند ذلك الطامة الكبرى.
للتبرج النسائي دركات ، من مشية بين الرجال تجلب انظارهم وضرب بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ، بمشية تكسّر وتغنج ، ومن تكشّف ما
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٢٦٩ ح ٧٩ تفسير القمي عن أبي عبد الله (عليه السلام) في هذه الآية قال : اي ستكون جاهلية اخرى
(٢) كما في الصحيحة عن عائشة.