يجب إخفاؤه من زينة ، وكل ما يعطف أنظار طلاب الجنس إليهن بصرا وسمعا وشما ، كل هذه تبرجات مهما اختلفت دركاتها وخطراتها ، والآية تمنع عن تبرج الجاهلية الاولى ولم يكن إلّا تبرجا بزينة كيفما كانت ، اللهم إلّا ما ظهر منها مهما جلبت انظارا ام لم تجلب.
هنالك تستر مطلق في قرارهن في بيوتهن وهو الأصل لحياتهن ، ثم خروج باحتشام في غير تبرج بزينة ، برجا ظاهرا دونما تظاهر ، ثم خروج في تبرج بأية زينة تجعلهن كبرج يقصد ، والممنوع هو الأخير بكل صوره ولا سيما التعري بين الرجال كما كن أحيانا يطفن البيت عاريات قائلات : اليوم يبدو كله او بعضه .. فما بدى منه فلا احلّه!
ولان الجاهلية الاولى ما تجاوزت عن تلكم التبرجات (١) فنحن نعيش الآن جاهلية أعمى وأنحس من الاولى ، غليظة الحس ، حيوانية التصور ، هابطة في درك البشرية الى حضيض مهين وضلال مبين! حيث بلغ التبرج الى ابشع من التعري.
(وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ) كما يحق ، لا قياما للصلاة ولا إتيانها كيفما كان ، وانما إقامتها بظاهرها وباطنها كما تصلح لمحضر الرب سبحانه وتعالى ..» (وَآتِينَ الزَّكاةَ) : الضريبة المالية التي تنمي المال وتطهر صاحب المال
__________________
(١) في الدر المنثور ٥ : ١٩٩ عن مجاهد : كانت المرأة تخرج تمشي بين الرجال فذلك تبرج الجاهلية وعن قتادة : وكانت لهن مشية تكسر وتفنج فتهن الله عن ذلك عن ابن حيان : والتبرج انها تلقى الخمار على رأسها ولا تشده فيرى قلائدها وقرطها وعنقها ويبدو ذلك كله منها وذلك التبرج وقال ابن كثير في التفسير : كانت المرأة منهن تمر بين الرجال مسفحة بصدرها لا يواريه شيء وربما أظهرت شعرها واقرطة آذانها فامر الله المؤمنات ان يستترن في حياتهن وأحوالهن