والمجتمع من دنس الفقر وسوء الحال (وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ) فأنتن أحرى بذلك حيث ينزل الوحي في بيوتكن ... إنما ...؟
(... إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(٣٣)
هذه آية التطهير ، منقطعة النصير ، في التعريف بمدى العصمة والطهارة للبشير النذير ، واهل بيته الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم بذلك التطهير.
فانها على اتصالها بما قبلها من جملات في آيتها وآيات قبلها ثم «واذكرن» التي بعدها ، هي منفصلة عما احتفت بها في مغزاها ومعناها ، حيث الخطابات في سواها ال ـ (٢٢) كلهما جموع مؤنثة تعني نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهنا جمعان مذكران يعنيان الذكران من اهل البيت (عليهم السلام).
وانها تصلح لفظيا ومعنويا أن تكون آية مستقلة عما تصدرتها نازلة لوقت آخر ، وكما تواترت بذلك روايات الفريقين عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واهل بيته الكرام (عليهم السلام) (١).
واستقرارها تأليفا في آية القرار : «وقرن ...» أمر قاصد قاسط إذ يعني التأليف بين بيتي النبي الأقدس (صلى الله عليه وآله وسلم) في الظاهر النسائي والباطن المعرفي في قمة العصمة والطهارة ، وليس لها موضع أنسب منها هاهنا ، رغم ما يهرف بما لا يعرف فيخرف أنها تحولت
__________________
(١) أحاديث التطهير المتواترة مطبقة على ان آية التطهير مستقلة نزلت دون ألفاظها الأخرى التي معها في التأليف.